زيت الزيتون للحامل: فوائد غذائية وآمنة

زيت الزيتون، المعروف منذ آلاف السنين باسم “الذهب السائل”، هو أكثر من مجرد مكوّن غذائي. إنه رمزٌ للصحة والخصوبة، وواحد من أهم الأغذية التي أوصى بها الأطباء وخبراء التغذية للمرأة الحامل لما يحتويه من عناصر طبيعية نادرة تساعد في نمو الجنين وتدعم صحة الأم طوال فترة الحمل.
 الحمل مرحلة دقيقة من حياة المرأة تتطلب عنايةً غذائية خاصة، وزيت الزيتون يمكن أن يكون حليفًا رائعًا لها، سواء عند تناوله يوميًا أو استخدامه موضعيًا للعناية بالبشرة والبطن.

القيمة الغذائية لزيت الزيتون وأهم عناصره

زيت الزيتون البكر الممتاز يُستخرج بالضغط البارد من ثمار الزيتون الناضجة، ما يجعله يحتفظ بجميع مركّباته الفعّالة. يحتوي كل 100 غرام منه على نحو 884 سعرة حرارية، لكنّها من دهون صحية مفيدة.
 أهم مكوناته:

• حمض الأوليك (Oleic Acid) الذي يشكل أكثر من 70% من تركيبته، وهو أحد الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تساهم في خفض الكوليسترول الضار وتحسين صحة القلب.
  
  
• فيتامين E، مضاد أكسدة قوي يحمي خلايا الجسم من التلف، ويمنع شيخوخة الجلد المبكرة.
  
  
• فيتامين K الضروري لتخثر الدم وتكوين العظام القوية للأم والجنين.
  
  
• البوليفينولات والفلافونويدات، وهما مركّبان نباتيان يمتلكان خصائص مضادة للالتهابات ومقوية للمناعة.
  
  
• القليل من أحماض أوميغا-3 و6، المفيدة في نمو الجهاز العصبي للجنين.
  
  

هذه التركيبة الغنية تجعل من زيت الزيتون غذاءً متكاملاً ومصدرًا آمنًا للطاقة أثناء الحمل دون مخاطر الزيوت المهدرجة أو الدهون المشبعة.

لاختيار نمط غذائي متوازن أثناء الحمل مع زيت الزيتون، اقرئي دليل «فوائد زيت الزيتون في الطعام» للاستخدامات اليومية المدعومة بالدراسات.

فوائد زيت الزيتون للحامل

1. تعزيز نمو الجنين وتطور دماغه

أحد أهم فوائد زيت الزيتون للحامل هو دعمه لنمو الدماغ والجهاز العصبي للجنين. الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة فيه تساعد في تكوين خلايا الدماغ والمادة البيضاء، ما يؤثر إيجابيًا على مستوى الذكاء والقدرة الإدراكية للطفل مستقبلًا.
 كما أن مضادات الأكسدة تساهم في حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهي حالة شائعة لدى الحوامل بسبب التغيرات الهرمونية.
 وقد أظهرت دراسات أجريت في إسبانيا وإيطاليا أن الأمهات اللواتي تناولن زيت الزيتون بانتظام أنجبن أطفالًا يتمتعون بوزن طبيعي ومهارات ذهنية ولغوية أفضل في المراحل الأولى من النمو.

2. تحسين صحة القلب والدورة الدموية للأم

خلال فترة الحمل، يزيد حجم الدم في الجسم بنحو 40 إلى 50%، وهذا يشكل عبئًا على القلب. زيت الزيتون يُعد مصدرًا مثاليًا للدهون الجيدة التي تحافظ على توازن الكوليسترول في الدم وتقي من ارتفاع الضغط أو التجلطات.
 يعمل فيتامين E الموجود فيه على حماية جدران الأوعية الدموية، ويمنع تصلب الشرايين. كما يساهم في تسهيل مرور الأوكسجين والغذاء إلى الجنين عبر المشيمة.
 وبما أن الحمل يرفع خطر ارتفاع الكوليسترول، فإن إدخال ملعقة من زيت الزيتون يوميًا في النظام الغذائي يمكن أن يكون درعًا واقيًا للقلب دون الحاجة إلى أدوية.

لفهم التأثيرات الإيجابية والشاملة على الجسم والبشرة، راجعي مقال «فوائد زيت الزيتون للصحة والجمال»

3. تقوية الجهاز المناعي والوقاية من العدوى

خلال الحمل، تصبح المناعة أضعف بسبب التغيرات الهرمونية. وهنا يظهر دور زيت الزيتون كمصدرٍ غنيّ بمضادات الأكسدة الطبيعية.
 تعمل مركبات البوليفينول على محاربة البكتيريا الضارة وتقليل الالتهابات الداخلية، مما يساعد في تجنب نزلات البرد أو التهابات المسالك البولية، وهما حالتان شائعتان أثناء الحمل.
 كما أن فيتامين E يساعد في تجديد خلايا الجهاز المناعي وتعزيز دفاعات الجسم ضد الفيروسات. لذا يُعتبر تناول زيت الزيتون بانتظام من أبسط الطرق لرفع المناعة بطريقة طبيعية وآمنة.

4. الوقاية من الإمساك وتحسين الهضم

الإمساك مشكلة تعاني منها أغلب الحوامل نتيجة بطء حركة الأمعاء وضغط الرحم على الجهاز الهضمي.
 زيت الزيتون يعمل كـ مليّن طبيعي خفيف، إذ يسهّل مرور الطعام في الأمعاء ويساعد في امتصاص العناصر الغذائية المهمة.
 تناول ملعقة صغيرة من زيت الزيتون صباحًا على الريق مع كوب من الماء الدافئ يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تحسين حركة الأمعاء.
 كما أن إضافته إلى السلطات والأطعمة اليومية يحافظ على توازن البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي، ويمنع الانتفاخ والشعور بالثقل بعد الوجبات.

5. العناية بالبشرة ومنع علامات التمدد

من أكثر التساؤلات شيوعًا بين النساء: هل يمكن وضع زيت الزيتون على البطن أثناء الحمل؟
 الجواب: نعم، بل هو من أكثر الزيوت أمانًا وفعالية.
 يساعد زيت الزيتون عند دهنه على الجلد في ترطيب البشرة بعمق وزيادة مرونتها، ما يمنع التشققات الناتجة عن تمدد الجلد في البطن والفخذين والثديين.
 يُفضل تدليك المناطق المعرضة للتمدد بزيت الزيتون الفاتر مرتين يوميًا ابتداءً من الشهر الرابع، وخصوصًا بعد الاستحمام عندما تكون المسام مفتوحة.
 كما يمكن خلطه مع القليل من زيت اللوز أو زيت جوز الهند للحصول على تأثير أكثر نعومة ولمعانًا.

وبجانب الفائدة الجمالية، يمنح التدليك بزيت الزيتون للحامل إحساسًا بالراحة النفسية، إذ يساعد في تهدئة العضلات وتحسين الدورة الدموية في الجلد.

إذا واجهتِ تغيّرات في الشعر خلال الحمل وتبحثين عن حلول طبيعية، اطلعي على «زيت الزيتون للشعر: فوائده ونصائح الاستعمال».

6. تقوية العظام والأسنان

تزداد حاجة المرأة الحامل إلى الكالسيوم خلال الحمل، ليس فقط لبناء عظام الجنين، بل أيضًا لحماية أسنانها من الضعف.
 زيت الزيتون يحتوي على فيتامين K ومركبات تعزز امتصاص الكالسيوم في الجسم، مما يجعل العظام أكثر متانة.
 كما تشير أبحاث إلى أن النساء اللواتي يتناولن زيت الزيتون بانتظام أثناء الحمل أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام أو آلام المفاصل بعد الولادة.

7. الوقاية من سكري الحمل وتنظيم السكر في الدم

من أبرز فوائد زيت الزيتون للحامل أنه يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم، بفضل تأثيره الإيجابي على هرمون الإنسولين.
 الدهون الأحادية غير المشبعة تقلل مقاومة الجسم للإنسولين، وبالتالي تخفف من خطر الإصابة بسكري الحمل.
 كما أنه يساعد في تقليل الرغبة في تناول الحلويات أو الكربوهيدرات الزائدة، مما يحافظ على الوزن ضمن النطاق الصحي.

“A Mediterranean diet with additional extra virgin olive oil and pistachios reduces the incidence of gestational diabetes mellitus (GDM).”

«النظام الغذائي المتوسطي مع إضافة زيت الزيتون البكر الممتاز والفستق يُقلّل من حدوث سكري الحمل.»

منبع: PLOS ONE – St. Carlos GDM prevention study. PLOS

8. تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر

الحمل فترة مليئة بالتقلبات المزاجية بسبب تغير الهرمونات، وهنا يظهر تأثير زيت الزيتون المهدئ.
 تناول الدهون الجيدة يساعد الدماغ على إفراز السيروتونين (هرمون السعادة)، ما يؤدي إلى تحسين المزاج والنوم وتقليل القلق.
 كذلك يمكن استخدامه في جلسات التدليك أو الحمامات الدافئة مع بضع قطرات من زيت الزيتون، مما يمنح شعورًا عميقًا بالاسترخاء الجسدي والنفسي.

طريقة استخدام زيت الزيتون للحامل

1. الاستخدام الغذائي اليومي

أفضل طريقة للحصول على فوائد زيت الزيتون هي استخدامه كجزء من النظام الغذائي اليومي، مثل:

• إضافته إلى السلطات والخضروات المطهية بالبخار بدل الزيوت النباتية المكررة.
  
  
• وضع ملعقة صغيرة على كوب من اللبن أو الزبادي قبل النوم لتسهيل الهضم.
  
  
• استخدامه في الطبخ الخفيف بدرجات حرارة منخفضة لتجنب تأكسده.
  
  

احرصي على اختيار زيت الزيتون البكر الممتاز، وابتعدي عن الأنواع المكررة لأنها تفقد جزءًا كبيرًا من قيمتها الغذائية أثناء المعالجة الحرارية.

2. الاستخدام الخارجي للعناية بالبشرة

يمكن استخدام زيت الزيتون النقي مباشرة على الجلد أو خلطه مع الزيوت الطبيعية الأخرى.
 خطوات بسيطة:

1. سخّني الزيت قليلًا حتى يصبح دافئًا.
   
   
2. دلّكي بطنك بحركات دائرية لطيفة لمدة 10 دقائق.
   
   
3. اتركيه ليمتصه الجلد دون مسحه أو غسله.
    كرري العملية يوميًا، خصوصًا في المساء قبل النوم. بعد أسابيع قليلة، ستلاحظين بشرة أكثر نعومة ومرونة وتراجعًا في الخطوط الحمراء أو البيضاء.
   
   

زيت الزيتون للحامل في الشهر التاسع

في الشهر الأخير من الحمل، يكثر الحديث عن تناول زيت الزيتون لتسهيل الولادة.
 صحيح أن الزيت يساعد في تليين الأمعاء وتحسين حركة الجهاز الهضمي، لكنه لا يُستخدم كوسيلة طبية لتسريع الولادة إلا بإشراف الطبيب.
 يفضَّل في هذه المرحلة استخدامه غذائيًا فقط أو موضعيًا على الجلد.
 فوائده في هذه الفترة تشمل:

• تقليل آلام المفاصل الناتجة عن ثقل البطن.
  
  
• ترطيب الجلد المشدود والحفاظ على مرونته.
  
  
• تزويد الجسم بالطاقة الصحية استعدادًا للولادة.
  
  

أما شرب كميات كبيرة منه دون استشارة الطبيب فقد يؤدي إلى تقلصات رحمية مبكرة أو إسهال، لذا يجب الاعتدال.

أضرار زيت الزيتون للحامل

رغم أن زيت الزيتون يُعد من أكثر الزيوت أمانًا وصحة للحامل، إلا أن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فالإكثار من تناوله يرفع بشكل طبيعي عدد السعرات الحرارية في النظام الغذائي، حيث تحتوي الملعقة الواحدة على نحو 120 سعرة حرارية. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن المفرطة، خصوصًا في حال كانت الحامل لا تمارس نشاطًا بدنيًا كافيًا أو تتناول أغذية غنية بالدهون.

من جهة أخرى، تناول زيت الزيتون بكميات كبيرة على معدة فارغة قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الغثيان أو تقلصات المعدة، لأن الزيت يحفّز حركة الأمعاء بقوة تفوق الحاجة الطبيعية. لذلك من الأفضل الالتزام بكمية معتدلة لا تتجاوز ملعقة أو ملعقتين في اليوم، سواء تم تناولها مباشرة أو بإضافتها إلى الطعام.

إضافة إلى ذلك، النساء اللواتي يعانين من انخفاض ضغط الدم المزمن قد يشعرن بمزيد من الدوخة أو الخمول إذا أكثرن من زيت الزيتون، لأنه يساعد على خفض ضغط الدم بدرجة طفيفة عند تناوله بانتظام. وفي بعض الحالات النادرة، قد يؤدي الاستخدام الموضعي المفرط على الجلد إلى انسداد المسام أو تهيّج بسيط، خاصة إذا كان الزيت غير نقي أو تم استخدامه على بشرة حساسة دون اختبار مسبق.

كل هذه الأسباب تجعل من الاعتدال قاعدة ذهبية، فملعقة صغيرة أو اثنتان يوميًا كافيتان لتحقيق جميع الفوائد الصحية دون أي آثار جانبية غير مرغوبة. المهم أن يكون الزيت المستخدم من نوع بكر ممتاز ونقي، لأن الزيوت الرديئة أو المغشوشة قد تحتوي على شوائب تسبب أضرارًا أكبر من النفع.

كيفية اختيار زيت الزيتون الأصلي

اختيار زيت زيتون أصلي للحامل خطوة أساسية لضمان الحصول على الفائدة الكاملة منه. فالزيوت المغشوشة المنتشرة في الأسواق قد تكون مخلوطة بزيوت نباتية أخرى أو تعرضت للحرارة والتكرير، مما يقلل من قيمتها الغذائية. الزيت الأصلي يتميز بلون مائل إلى الأخضر الذهبي ولمعة طبيعية معتدلة، وليس شفافًا تمامًا أو داكنًا أكثر من اللازم. كما أن رائحته فريدة تشبه رائحة الزيتون الطازج أو أوراقه، بينما الزيوت المغشوشة غالبًا تكون بلا رائحة أو ذات رائحة صناعية خفيفة.

عند تذوق الزيت البكر الممتاز، تشعر الحامل بمرارة خفيفة ووخز لطيف في الحلق، وهو دليل على احتوائه على مركب الأوليوكانثال، وهو أحد مضادات الأكسدة النشطة المفيدة جدًا للجسم. أما إذا كان الطعم مسطحًا أو دهنياً بلا نكهة واضحة، فهذا يعني أن الزيت تعرض للحرارة أو الأكسدة وفقد جزءًا من خصائصه الطبيعية.

يُفضّل دائمًا شراء الزيت في عبوات زجاجية داكنة اللون، لأن الزجاج الشفاف يسمح بمرور الضوء الذي يؤدي إلى تلف الزيت مع الوقت. كذلك، يجب التأكد من أن الغطاء محكم الإغلاق وأن تاريخ الإنتاج حديث، لأن زيت الزيتون يفقد جزءًا من فوائده بعد فترة طويلة من التخزين. وأخيرًا، يُنصح باقتناء الزيت من علامة تجارية معروفة أو من معصرة موثوقة تضمن النقاء والجودة العالية.

نصائح عامة لاستخدام زيت الزيتون أثناء الحمل

من أجل الاستفادة القصوى من زيت الزيتون دون التعرض لأي مضاعفات، من المهم أن تتبع الحامل مجموعة من القواعد البسيطة في الاستخدام اليومي. قبل كل شيء، من الأفضل استشارة الطبيب في حال كانت الحامل تعاني من أمراض في الكبد أو المرارة، لأن زيت الزيتون يحفّز إفراز الصفراء وقد يسبب انزعاجًا لمن لديهم حصى أو التهابات في المرارة.

كما يُفضّل استخدام زيت الزيتون في الطهي بدرجات حرارة منخفضة أو إضافته بعد إعداد الطعام مباشرة، لأن القلي العميق أو تسخينه الزائد يؤدي إلى تكسير الأحماض الدهنية المفيدة وفقدان مضادات الأكسدة. لذلك من الأفضل استخدامه في السلطات أو الأطباق الباردة مثل المعكرونة والخضروات المشوية.

يُنصح أيضًا بتخزين الزيت في مكان مظلم وجاف بعيدًا عن الشمس أو مصادر الحرارة مثل الفرن، لأن الحرارة والضوء يسرّعان من عملية الأكسدة ويؤثران على الطعم والجودة. أما عند استخدام الزيت موضعيًا، فمن المهم اختبار كمية صغيرة على الجلد أولًا لمعرفة ما إذا كانت هناك حساسية أو تهيّج.

أخيرًا، يجب أن يكون زيت الزيتون جزءًا من نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات الطازجة، الحبوب الكاملة، الفواكه، والبروتينات الصحية. بهذه الطريقة، يحصل الجسم على الفيتامينات والألياف والدهون الجيدة معًا، مما يعزز طاقة الأم ويحافظ على صحة الجنين.

زيت الزيتون بعد الولادة

حتى بعد الولادة، يظل زيت الزيتون رفيقًا مثاليًا للأم في مرحلة النفاس والرضاعة. فالأبحاث تشير إلى أن إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي يساعد على تحسين جودة حليب الأم بفضل احتوائه على الدهون الأحادية غير المشبعة التي تنتقل إلى الحليب الطبيعي وتفيد الطفل في نمو دماغه وجهازه العصبي. كما يعمل على تعويض الفيتامينات التي يفقدها الجسم أثناء الحمل والولادة، خاصة فيتامين E والبوليفينولات التي تساهم في تسريع التعافي وتجديد الخلايا.

من الجانب الجمالي، يمكن لزيت الزيتون أن يكون وسيلة فعالة في ترطيب الجلد وشدّ منطقة البطن التي تمددت خلال الحمل. تدليك الجسم يوميًا بالقليل من الزيت الفاتر يساعد في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف آثار التشققات الناتجة عن الحمل. كما يمكن استخدامه بأمان في العناية ببشرة الطفل الرضيع بعد استشارة الطبيب، فهو يرطّب بشرته الحساسة ويهدّئ الاحمرار أو الطفح الجلدي الناتج عن الحفاضات.

إلى جانب ذلك، يُعدّ زيت الزيتون غذاءً مفيدًا للأم في فترة الرضاعة لأنه يمنحها طاقة صحية خالية من الكوليسترول الضار، ويساعد في توازن الهرمونات وتحسين المزاج. فهو لا يفيد فقط من الخارج، بل يعمل أيضًا من الداخل على تعزيز المناعة واستقرار مستويات السكر في الدم، مما يجعل مرحلة ما بعد الولادة أكثر راحة وسلاسة.

وصفة منزلية لترطيب بطن الحامل بزيت الزيتون

من أكثر الوصفات فعالية لترطيب بطن الحامل ومنع التشققات الجلدية هي الخلطة الطبيعية بزيت الزيتون. لتحضيرها بطريقة آمنة، تُخلط ملعقتان كبيرتان من زيت الزيتون البكر الممتاز مع ملعقة من زيت اللوز الحلو وملعقة صغيرة من زبدة الشيا أو زبدة الكاكاو. هذه المكونات تعمل معًا على ترميم الأنسجة وتعزيز مرونة الجلد.

بعد خلط الزيوت جيدًا، يُسخن المزيج برفق لبضع ثوانٍ حتى يصبح دافئًا بدرجة تسمح بملامسة الجلد دون إزعاج. ثم يُدلّك البطن والفخذين بحركات دائرية بطيئة لمدة عشر دقائق تقريبًا، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للتمدد. يُفضل تطبيق هذه الوصفة مرتين يوميًا، صباحًا بعد الاستحمام ومساءً قبل النوم، لتستفيد البشرة من الترطيب العميق أثناء الليل.

بعد أسابيع قليلة من الانتظام في استخدام هذه الخلطة، تبدأ علامات التمدد في التلاشي تدريجيًا، ويصبح ملمس الجلد أكثر نعومة ومرونة. بالإضافة إلى ذلك، يمنح التدليك بهذا الزيت شعورًا مريحًا بالدفء والاسترخاء، مما يساعد على تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية. المهم هو الاستمرارية، فالعناية بالبشرة أثناء الحمل ليست ترفًا بل ضرورة للحفاظ على صحة الجلد وثقة الأم بنفسها خلال هذه المرحلة الحساسة.

الخلاصة

زيت الزيتون للحامل هو غذاءٌ متكامل يجمع بين الصحة والجمال.
 إنه مصدر طبيعي للطاقة والدهون المفيدة التي تغذي جسم الأم وتدعم نمو الجنين، كما أنه يحافظ على مرونة البشرة وصحة القلب والمناعة والهضم.
 لكن تذكري دائمًا أن الاعتدال هو المفتاح، فملعقة صغيرة يوميًا كافية لتجني كل الفوائد دون أي ضرر.
 اختاري الزيت البكر الممتاز، اجعليه جزءًا من طعامك وروتينك اليومي، وستلاحظين الفرق في راحتك الجسدية والنفسية طوال الحمل وبعد الولادة.