الزيتون والاسهال: الأسباب، الفوائد، والكمية المناسبة

الزيتون والاسهال: الأسباب، الفوائد، والكمية المناسبة

يُعتبر الزيتون من أكثر الأطعمة ارتباطاً بالصحة والتغذية السليمة في الوعي الغذائي لدى شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، ليس فقط لأنه جزء من التقاليد والمطبخ، بل لأنه أيضاً غني بالعناصر المفيدة التي تدعم عمل القلب والأوعية الدموية وتوازن الجسم. ومع ذلك، يبقى تأثيره على الجهاز الهضمي مثار تساؤل متكرر: هل الزيتون يسبب الإسهال أم يعالجه؟
 الإجابة ليست مباشرة، لأن الزيتون يجمع بين خصائص غذائية متناقضة في ظاهرها، فهو من جهة يحتوي على دهون مفيدة وألياف تحسّن الهضم، ومن جهة أخرى قد يكون مخللاً بكمية عالية من الملح، وهذا ما يجعله أحياناً سبباً للإسهال وربما اضطراباً معوياً عند بعض الأشخاص. كما أن تأثيره يختلف تبعاً للحالة الصحية للشخص ونوعية الزيتون وكمية تناوله وكيفية تحضيره، ولذلك فإن العلاقة بين الزيتون والإسهال لا يمكن اختصارها بعبارة واحدة، بل هي علاقة مزدوجة تعتمد على الظروف المحيطة وطبيعة الجسم.

لماذا يؤثر الزيتون على الأمعاء؟

لماذا يمكن أن يؤثر الزيتون على الأمعاء؟

لكي نفهم سر تأثير الزيتون على الجهاز الهضمي، يجب أن نلتفت أولاً إلى تركيبته الغذائية المعقدة. فالزيتون يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة وهي دهون صديقة للقلب، لكنها أيضاً تحفز إفراز الصفراء وتحسن حركة الأمعاء، ما يعني أنها قد تسهل الإخراج عند بعض الأشخاص. كذلك يحتوي الزيتون على ألياف طبيعية، وهذه الألياف عندما تصل إلى القولون تمتص الماء وتزيد من حجم الفضلات وتليّن قوامها، وبهذا تسهّل حركة الأمعاء بشكل طبيعي.
 إضافة إلى ذلك، الزيتون المخلل — وخصوصاً الأخضر منه — يحتوي في الغالب على كمية مرتفعة من الصوديوم، وهذه النسبة من الملح قد تؤدي إلى تهيّج بطانة الأمعاء لدى من لديهم حساسية تجاه الأملاح أو لديهم قولون عصبي. الملح الزائد يسحب الماء إلى داخل تجويف الأمعاء، فيزداد محتوى السوائل في الفضلات، فتتحول النتيجة من تليينٍ طبيعي إلى إسهال واضح، خصوصاً إذا تم تناول الزيتون بصورة مفرطة أو متكررة.
 ومن المهم أيضاً أن نذكر أن زيت الزيتون البكر، رغم كونه صحياً ومفيداً في معظم الحالات، يمكن أن يعمل كمليّن قوي إذا استُهلك بكمية كبيرة أو في وقت غير مناسب مثل تناوله على معدة فارغة. لذلك فإن تأثير الزيتون لا يُفهم من عنصر غذائي واحد فقط، بل من تركيبة متكاملة قد تكون نافعة أو مهيّجة تبعاً للكمية والبيئة الهضمية.

لمعرفة العلاقة بين «الزيتون والقولون» وتأثير الدهون الأحادية على صحة الأمعاء، اطلع على هذه المقالة العلمية المتعمقة في موقعنا.

متى يسبب الزيتون الإسهال؟

الزيتون لا يسبب الإسهال عند الجميع، لكنه يصبح مصدراً له عند فئات معينة أو عند تناول كميات تفوق قدرة الجهاز الهضمي على التعامل معها. فعندما يكون الزيتون شديد الملوحة، يتفاعل الملح مع بطانة الأمعاء، فيسحب الماء من جدارها إلى داخل التجويف، فتزداد سيولة الفضلات، وتظهر أعراض مثل ليونة البراز أو الإسهال المتكرر. الأشخاص الذين لديهم قولون عصبي من النوع الإسهالي عادةً يكونون أكثر عرضة لهذا التأثير، لأن حركة الأمعاء لديهم أسرع من الطبيعي أصلاً، ومع وجود محفز إضافي مثل الملح، يصبح الإسهال أكثر تكراراً.
 كذلك، هناك نوع آخر من الحالات يحدث فيها الإسهال عند تناول زيت الزيتون بكميات كبيرة، إذ إنه في الجرعات المعتدلة يُعتبر مسهّلاً لطيفاً، لكنه في الجرعات الكبيرة يتحول إلى مهيّج قوي لحركة القولون قد يؤدي إلى إسهال مائي مصحوب بتقلصات. بعض الأشخاص يشعرون أيضاً بغثيان إذا تم تناول زيت الزيتون على معدة فارغة لأن الجسم لا يكون مستعداً لاستقبال كمية كبيرة من الدهون دفعة واحدة.
 ويزداد هذا التأثير سوءاً عندما يتم تناول الزيتون مع أطعمة حارة أو مالحة أخرى مثل المخللات القوية أو الأجبان المالحة أو المقليات، لأن اجتماع هذه العناصر يزيد من عبء الأملاح والدهون على الأمعاء، فتكون النتيجة إسهالاً سريعاً أو شعوراً بعدم الارتياح الهضمي. لذلك فإن السؤال الحقيقي ليس: “هل الزيتون يسبب الإسهال؟” بل الأصح أن نسأل: “متى يسبب الإسهال ولمن؟” لأن تحديد النوع والكمية والسياق الغذائي هو ما يصنع الفارق.

متى يساعد الزيتون على تحسين الهضم بدلاً من التسبب بالإسهال؟

على الرغم من أن الزيتون قد يكون مسبباً للإسهال عند البعض في ظروف معينة، فإنه في حالات أخرى يقوم بالعكس تماماً، إذ يساهم في تحسين حركة الجهاز الهضمي وتقليل تهيجه. السرّ في ذلك يعود إلى أن الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في الزيتون — سواء في صورته الخام أو في صورة زيت الزيتون البكر — تملك قدرة طبيعية على تليين جدار الأمعاء من دون أن تسبب تهيجاً مباشراً إذا تم استهلاكها بكمية مناسبة. هذا التأثير يكون واضحاً بشكل خاص عند الأشخاص الذين يعانون من بطء في حركة الأمعاء أو إمساك ناتج عن نقص الترطيب الداخلي.
 إضافة إلى ذلك، فإن المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في الزيتون، مثل البوليفينولات، تعمل على تهدئة الالتهاب الداخلي الذي قد يكون سبباً في اضطرابات الهضم. فحين تكون بطانة الأمعاء متهيجة، يصبح الهضم غير منتظم، ويحدث إمّا تباطؤ شديد يؤدي إلى الإمساك أو تسارع مفاجئ يؤدي إلى الإسهال. لذلك فإن من يتناول الزيتون غير المالح أو الزيتون المكبوس منزوع الملوحة غالباً يشعر بتحسن تدريجي في حركة الأمعاء لأن الجسم يستفيد من الدهون المفيدة أكثر مما يتأثر بعامل الملح. وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الأطباء ينصحون مرضى الهضم الضعيف باستخدام زيت الزيتون بكمية صغيرة ومنتظمة، بينما يحذرون في الوقت نفسه من تناول الزيتون الشديد الملوحة.

إذا كنت تبحث عن فوائد «الزيتون الأسود للحامل» وتأثيره على الجهاز الهضمي، فستجد التفاصيل في هذا الدليل.

تأثير الزيتون على القولون العصبي

القولون العصبي حالة تختلف فيها ردود فعل الجهاز الهضمي من شخص لآخر، ولا يمكن تعميم قاعدة واحدة على الجميع. فهناك أشخاص يلاحظون ارتياحاً شديداً بعد إضافة زيت الزيتون المعتدل إلى نظامهم الغذائي، لأن هذا الزيت يساعد على تنظيم الحركة المعوية ويقلل الالتهاب الداخلي الذي يغذي التقلصات. في المقابل، هناك أشخاص آخرون — خصوصاً من لديهم النمط الإسهالي من القولون العصبي — يشكون من تدهور حالتهم عند تناول الزيتون الصناعي أو المحفوظ بكميات عالية من الملح، وذلك لأن الصوديوم الزائد يؤدي إلى تسريع حركة القولون بطريقة يصعب على الأمعاء التحكم بها.
 الزيتون الطبيعي غير المعالج تجارياً قد يكون خياراً جيداً لمن يعانون من النوع المختلط من القولون العصبي، حيث تتغير أعراضهم بين الإمساك والإسهال. ذلك لأن مفعوله غالباً معتدل، فلا يسبب تلييناً قوياً، وفي الوقت نفسه لا يهيّج القولون، بشرط ألا تكون الكمية كبيرة وألا يتم تناوله مع أطعمة ثقيلة أو مهيّجة.

“The health benefits of olive oil have been attributed to its antioxidant and anti-inflammatory properties.”


الترجمة العربية: «تُنسب فوائد زيت الزيتون الصحية إلى خصائصه المضادّة للأكسدة والمضادّة للالتهاب.»


[Harvard Health – Is extra-virgin olive oil extra healthy].

هل الزيتون يسبب الإسهال عند الأطفال؟

الجهاز الهضمي لدى الأطفال أكثر حساسية من الجهاز الهضمي لدى البالغين، لذلك يحتاج الطفل كمية أصغر من أي طعام غني بالدسم أو الملوحة. الزيتون المخلل أو المحفوظ في محلول ملحي مركز يمكن أن يسبب الإسهال بسرعة عند الطفل، ليس لأنه غذاء ضار، بل لأن جسده لا يستطيع التكيّف مع هذا التركيز العالي من الأملاح. وقد يظهر الإسهال عند الأطفال مصحوباً بعطش شديد أو اضطراب في توازن الأملاح أو حتى مغص بسيط، لأن الصوديوم المرتفع يجبر الأمعاء على إفراز مزيد من السوائل.
 في المقابل، زيت الزيتون بكمية صغيرة جداً يمكن أن يكون مفيداً لبعض الأطفال عند الإمساك، لأنه يساعد على ترطيب جدار الأمعاء من دون أن يهيّجها، بشرط أن تكون الجرعة صغيرة للغاية ومكيفة مع سن الطفل. لذلك لا يُنصح أبداً بإعطاء الزيتون المالح للأطفال بكميات غير محكومة، بينما يمكن إعطاء القليل من زيت الزيتون في إطار غذاء منزلي متوازن.

الفوائد الهضمية للزيتون

الزيتون والإسهال عند الحامل

الحمل مرحلة يشهد فيها الجسم تغيرات هرمونية وضغطاً إضافياً على الجهاز الهضمي، وهذا ما يجعل الأمعاء تتفاعل بسرعة أكبر مع أي عنصر غذائي غير متوازن. الزيتون الطبيعي أو زيت الزيتون البكر بكمية معتدلة يمكن أن يساعد الحامل على تقليل الإمساك وتحسين حركة الجهاز الهضمي، لكنه إذا كان مخللاً بشدة أو مغموراً في محلول ملحي قوي فقد يؤدي إلى نتيجة عكسية تماماً، لأن الصوديوم المرتفع لا يسبب فقط الإسهال، بل قد يزيد أيضاً من احتباس السوائل، وهو أمر تعاني منه كثير من النساء خلال الحمل.
 لذلك تعدّ النصيحة الأنسب للحامل هي الاعتدال: كمية صغيرة من الزيتون قليل الملوحة، أو ملعقة إلى ملعقتين من زيت الزيتون يومياً مع الطعام، كافية للحصول على الفائدة دون تعريض الجهاز الهضمي للإجهاد. أما الأنواع التجارية الرخيصة التي تعتمد على ملوحة شديدة لحفظ الزيتون، فهي غير مناسبة للحامل لأنها قد تربك التوازن المعوي وتؤدي إلى إسهال غير مرغوب فيه.

تعرّف أيضًا على «السعرات الحرارية في الزيتون» وكيفية تناوله ضمن نظام غذائي متوازن.

الكمية المناسبة وكيفية تناول الزيتون دون أن يسبب إسهالاً

الكمية تلعب الدور الأهم في تحديد ما إذا كان الزيتون سيساعد الجهاز الهضمي أو سيربكه. فالمشكلة ليست في الزيتون ذاته، بل في الدرجة التي يتعامل بها الجسم مع الأملاح والدهون. الشخص البالغ السليم يستطيع عادةً تحمل كمية معتدلة من الزيتون، ولكن عند تجاوز الحدّ الطبيعي تبدأ الأعراض بالظهور. الكمية الآمنة في الحياة اليومية تختلف من شخص لآخر، لكنها في العادة لا تتجاوز حفنة صغيرة تكفي لإضافة النكهة إلى الطعام دون إثقال الجهاز الهضمي.
 ومن أجل الاستفادة من الزيتون دون التعرض للإسهال، يُنصح بأن يُغسل الزيتون قبل تناوله، لأن الماء يخفف نسبة الصوديوم العالقة بقشرته ويجعله ألطف على الأمعاء. بعض الأشخاص، خصوصاً من لديهم قولون حساس، يجدون أن نقع الزيتون لبضع دقائق في ماء فاتر يجعله أسهل هضماً بكثير. كما أن تناوله مع وجبة متوازنة بدلاً من تناوله منفرداً يمنع التأثير الملين القوي الذي قد يحدث إذا وصل إلى الجهاز الهضمي على معدة فارغة أو في ظل غياب أطعمة أخرى تخفف من ملوحته.

متى يصبح تأثير الزيتون خطيراً أو يحتاج إلى الانتباه؟

مع أن الإسهال الناتج عن الزيتون غالباً ما يكون بسيطاً ومؤقتاً، إلا أن هناك حالات معينة يستدعي فيها الوضع الانتباه والتخفيف وحتى التوقف تماماً عن تناوله لفترة. فإذا استمر الإسهال أياماً متتالية أو ترافق مع ألم حاد في البطن أو جفاف شديد، فإن الجسم يكون قد خسر سوائل أكثر مما يستطيع تعويضه. كذلك، عندما يكون الشخص يعاني من أمراض مزمنة في الكلى أو القلب أو الضغط المرتفع، فإن تأثير الملوحة لا يقتصر على الأمعاء فقط، بل يمتد إلى الدورة الدموية وتوازن السوائل، ما يجعل المشكلة أكثر تعقيداً من مجرد اضطراب هضمي عابر.
 وفيما يتعلق بالأطفال، تكون الخطورة أكبر لأن جسمهم صغير ولا يستطيع تخزين السوائل والأملاح لفترة طويلة، وبالتالي قد يتحول الإسهال الناتج عن الزيتون المالح إلى حالة جفاف خلال فترة قصيرة. لهذا السبب ينصح دائماً بعدم إعطاء الزيتون الشديد الملوحة للأطفال الصغار، والاكتفاء بكميات خفيفة جداً أو الاعتماد على زيت الزيتون الخفيف الذي يحصل فيه الطفل على فائدة الدهون الصحية دون عبء الملح الزائد.

من هم الأشخاص الذين يجب أن يقلّلوا استهلاك الزيتون المالح؟

هناك فئات من الناس تكون استجابتهم تجاه الأملاح سريعة، ولذلك يكون تأثير الزيتون المخلل عندهم أقوى من غيرهم. فمن يعانون من القولون العصبي ذي النمط الإسهالي مثلاً غالباً يلاحظون أن الإكثار من الزيتون يؤدي إلى اضطراب مفاجئ في حركة الأمعاء، لأن القولون لديهم يستجيب بشكل مباشر لأي عنصر محفز. كذلك، الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم عليهم الحذر من الزيتون الصناعي شديد الملوحة، لأن الصوديوم لا يهيّج الأمعاء فحسب، بل يرفع الضغط ويثقل عمل القلب.
 أما مرضى الكلى، فهم أكثر حساسية تجاه ارتفاع الأملاح، لأن الكلى لديهم لا تستطيع التخلص منها بسرعة كافية، وهذا يعني أن مجرد تناول كمية صغيرة من الزيتون المالح قد يسبب احتباس سوائل وانزعاجاً داخلياً ينعكس على الجهاز الهضمي أيضاً. حتى الحامل تحتاج إلى الانتباه، لأن الملح المرتفع قد يؤدي إلى تورم الجسم وزيادة الضغط الداخلي، وبالتالي يفاقم الإسهال بدلاً من أن يساعدها في الهضم.

هل يمكن للزيتون أن يعالج بعض أنواع الإسهال؟

نعم، لكن ذلك يحدث فقط عندما يكون سبب الإسهال هو التهيج أو الالتهاب الخفيف في بطانة القولون، وليس السرعة المفرطة في الحركة المعوية. في هذه الحالة، الزيتون أو زيت الزيتون المعتدل يساعد على تهدئة جدار الأمعاء وتقليل الانقباضات غير المنتظمة، لأن مضادات الأكسدة الموجودة فيه تعمل بشكل مشابه لطبقة واقية تخفف الاحتكاك الداخلي. ولهذا نجد أن بعض الأشخاص الذين يعانون من قولون عصبي من النوع المختلط يشعرون بتحسن بعد فترة من إدخال زيت الزيتون المعتدل في نظامهم الغذائي، حيث يصبح الهضم أكثر سلاسة وأقل اضطراباً.
 أما عندما يكون الإسهال ناتجاً عن ملوحة أو إفراط في الكمية، فإن الزيتون يتحول من غذاء مفيد إلى عامل مهيّج، وهذا ما يفسر سبب أن البعض يشكر فوائده بينما يشكو آخرون من نتائجه رغم أنه نفس الطعام تقريباً. الفارق هنا ليس في الزيتون، بل في الجرعة ونوعية الجسم.

الخلاصة النهائية الموسعة

الزيتون غذاء ثري ومفيد، لكنه يحمل تأثيراً مزدوجاً على الأمعاء بحسب طريقة تناوله. عندما يكون خفيف الملوحة ومصحوباً بكمية معتدلة، يساعد على تحسين عملية الهضم ويمنح الجهاز المعوي ترطيباً طبيعياً، خاصة عند من يعانون من إمساك خفيف أو بطء في حركة الأمعاء. أما إذا كان الزيتون مخللاً بشدة أو تم تناوله بكثرة، فإنه يتحول إلى عامل محفز للإسهال بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم وتأثيره المباشر على حركة القولون.
 زيت الزيتون بدوره مثال واضح على هذا التوازن: فملعقة أو ملعقتان في اليوم تعززان صحة الجهاز الهضمي، لكن الإكثار المفرط يحول فائدته إلى تهيج. ومن هنا نستطيع القول إن الزيتون لا يمكن تصنيفه كطعام “مسبب للإسهال” أو “علاج للإسهال” بشكل مطلق، بل هو غذاء يعتمد تأثيره على طريقة الاستخدام وحالة الجهاز الهضمي للشخص.
 إن الاعتدال في الكمية، وغسل الزيتون قبل تناوله، وتجنب الأنواع التي تحتوي على محلول ملحي مركز، إضافة إلى اختيار زيت الزيتون البكر الممتاز بدلاً من الأصناف التجارية الرخيصة — كل هذا يجعل الزيتون جزءاً من نمط غذائي صحي يدعم الهضم بدلاً من أن يربكه. وبذلك يصبح الزيتون طعاماً مفيداً لا عبئاً غذائياً، ووسيلة لتعزيز توازن الأمعاء لا سبباً في اضطرابها.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

سبد خرید بستن