الزيتون ليس مجرد طعامٍ عاديّ في المطبخ العربي والمتوسطي، بل هو جزء من ثقافةٍ غذائيةٍ قديمة ترتبط بالصحة وطول العمر وحمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة. ومع ذلك، ينتشر سؤال مزعج ومتكرّر بين الناس: هل الزيتون يزيد الوزن فعلاً، أم أنه غذاء خفيف يمكن إدخاله في نظام التخسيس؟
| السؤال الرئيسي | هل الزيتون يزيد الوزن؟ |
|---|---|
| تأثير الدهون | الزيتون غني بالدهون الأحادية غير المشبعة التي تساعد على خفض الكوليسترول والشعور بالشبع. |
| الملح واحتباس السوائل | الزيتون يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم مما يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة وزن مؤقتة. |
| الفرق بين الزيتون الأسود والأخضر | الزيتون الأسود أقل ملوحة ويحتوي على زيوت طبيعية أكثر، بينما الزيتون الأخضر يحتوي على نسبة أعلى من الصوديوم. |
| أفضل توقيت لتناول الزيتون | قبل الوجبة الرئيسية لتقليل الشراهة، أو كبديل للسناكات العالية بالسعرات. |
| الكمية المناسبة يوميًا | 6 إلى 8 حبات للتخسيس، 8 إلى 12 حبة لنظام غذائي متوازن. |
| أخطاء تؤدي لزيادة الوزن | تناول الزيتون مع خبز وأطعمة دسمة، الإفراط في تناوله، الأنواع عالية الملوحة. |
| خطوات للاستفادة من الزيتون دون زيادة الوزن | دمجه مع الخضار، تقليل الملوحة، الابتعاد عن الإضافات الدهنية، واختيار الزيتون المخمر تقليدياً. |
| الزيتون والرجيم | الزيتون يمكن أن يكون جزءاً من الرجيم إذا تم تناوله بوعي وكمية مدروسة. |
المشكلة أن الإجابات المنتشرة عادةً تكون سطحية أو متناقضة: البعض يقول إن الزيتون “دهني” وبالتالي يسبب السمنة، والبعض الآخر يؤكد أنه “يطرد الجوع” وأنه جزء أساسي في الأنظمة الصحية التي تساعد على فقدان الوزن.
والحقيقة أن كلا الرأيين يحمل جانباً من الصحة، لكن الصورة الكاملة لا تُفهم إلا إذا عرفنا كيف يتعامل الجسم مع الزيتون، وكيف تؤثر طريقة التخليل والكمية المتناولة على الوزن، وما إذا كانت الزيادة التي يشعر بها البعض زيادة دهون أم مجرد احتباس سوائل.

فهرست محتوا
Toggleالجزء الثاني (الموسّع): لماذا يسبب الزيتون هذا اللبس حول الوزن؟
الزيتون غذاء غني بالدهون، لكن ليست أي دهون، بل دهون أحادية غير مشبعة، وهي نفس النوع الموجود في زيت الزيتون البكر، والذي تُجمِع الأبحاث على كونه يساعد على حماية القلب وتنظيم الكولسترول وتقليل الالتهابات.
لذلك، ظاهرياً قد يبدو الزيتون “دسماً”، ولكن في الحقيقة هو يحتوي على دهون ذكية تساعد الجسم على الشعور بالشبع بدلاً من تحفيز الشراهة.
لكن في المقابل، هناك عامل آخر مهم جداً وهو الصوديوم.
الزيتون الذي يتم حفظه في الملح لفترات طويلة يمتص كميات كبيرة من الصوديوم، وهذا يجعل الجسم يحتفظ بالماء داخل الخلايا، فيظهر الوزن أعلى على الميزان رغم أن الجسم لم يخزّن دهوناً حقيقية.
وهنا يبدأ الالتباس:
البعض يعتقد أن هذه “سمنة”، لكنها في الواقع “زيادة وزن مؤقتة” سببها الملح لا السعرات.
أيضاً هناك نقطة أساسية يغفل عنها كثيرون: الزيتون يفتح الشهية عند بعض الأشخاص إذا تناولوه مع خبز أبيض أو أطعمة نشوية، وهنا يحدث ما يسمّى “الأكل الزائد غير الملحوظ” الذي يؤدي بعد أسابيع إلى زيادة حقيقية في الدهون.
إذن التأثير ليس حرارياً فقط، بل سلوكيّ أيضاً.
وهذا ما يفسر لماذا شخصان يتناولان نفس كمية الزيتون، أحدهما ينحف والثاني يسمن.
لفهم تأثير السعرات والملح على الميزان، راجعوا دليل السعرات الحرارية في الزيتون في موقع دولفين أوليف.
الجزء الثالث (الموسّع): متى يمكن أن يتحول الزيتون إلى سبب في زيادة الوزن؟
هناك أربعة عوامل رئيسية:
1. الإكثار من الكمية
الزيتون ليس وجبة طرفية بلا قيمة حرارية. 30 أو 40 حبة في اليوم تعني عدة ملاعق من الدهون، ولو كانت صحية، فإنها ستتحول إلى فائض طاقي يخزّنه الجسم في النهاية.
2. الملوحة العالية
عندما يبدأ الجسم باحتباس السوائل نتيجة الصوديوم، يشعر الإنسان بالانتفاخ، ويظن أنه “تسمّن”.
في الحقيقة، هذه زيادة مؤقتة لكنها تجعل البعض يظن أن الزيتون مضرّ للرجيم.

3. الجودة وطريقة التخليل
الزيتون الطبيعي المخمر تقليدياً أقرب إلى “غذاء حيّ” مفيد للهضم، بينما الزيتون التجاري المصنع في محلول ملحي ثقيل ومواد حافظة ينهك الكلى ويرفع العطش ويزيد الطلب على الأكل.
إذا كان هدفكم إنقاص الوزن، ستهمّكم استراتيجيات الزيتون للرجيم المشروحة عمليًا.
4. طريقة التقديم
إذا قُدِّم الزيتون بجانب الجبن الدسم والخبز الأبيض، فسيتحوّل من طعام صحي إلى وجبة غنية بالسعرات.
أما حين يُقدّم مع السلطات والخضروات، فإنه يساعد على كبح الجوع.
“Regardless of the type, olive oil is high in monounsaturated fatty acids, containing about 75% by volume. When substituted for saturated fat, monounsaturated fats help lower your ‘bad’ LDL cholesterol.” Harvard Health
AR: «بغضّ النظر عن النوع، يحتوي زيت الزيتون على نسبةٍ مرتفعة من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة تبلغ نحو 75٪ حجماً. وعند استبدالها بالدهون المشبعة، تساعد هذه الدهون على خفض كوليسترول LDL الضارّ.»
الجزء الرابع (الموسّع): كيف يصبح الزيتون مفيداً للتخسيس بدلاً من التسمين؟
الميزة الكبرى للزيتون أنه يغذي ولا يرفع الجوع بعد فترة قصيرة كما تفعل الأطعمة السكرية. الدهون الأحادية غير المشبعة تبقى في المعدة فترة أطول، مما يرسل إشارات شبع للدماغ، فتتراجع الرغبة في الأكل.
أيضاً، الألياف الموجودة فيه تحسّن الإخراج وحركة الأمعاء، وهذا يعني تقليل النفخة وتحسين التمثيل الغذائي.
ولذلك، الأنظمة المتوسطية تعتمد الزيتون كمقبل طبيعي قبل الوجبة لتقليل الشراهة.
فتناول 5–7 حبات قبل الطعام بعشر دقائق يجعل الإنسان يأكل أقل دون أن يشعر بالحرمان، وهو ما يجعله مفيداً في مرحلة إنقاص الوزن.
الجزء الخامس (الموسّع): الفرق بين الزيتون الأسود والأخضر وتأثير كل منهما على الوزن
الكثير يظن أن اللون وحده هو الفارق بين الزيتون الأخضر والأسود، لكن القضية أعمق من مجرد لون.
الزيتون الأخضر يُقطف قبل مرحلة النضج، أي أنه غير مكتمل من حيث امتلاء اللبّة بالزيوت، لذلك يكون أكثر صلابة وطعمه مالحاً بشكل أوضح، وغالباً ما يُحفظ في محلول ملحي كثيف لمدة طويلة حتى يصبح صالحاً للأكل. هذه الطريقة تجعل محتوى الصوديوم فيه أعلى، وبالتالي قد تسبب احتباساً أكبر للسوائل داخل الجسم، فيبدو الوزن أعلى على الميزان حتى لو لم يكن هناك دهون إضافية.
أما الزيتون الأسود، فهو زيتون مكتمل النضج، امتص نسبة أعلى من زيوته الطبيعية، ولذلك يكون طرياً ودسماً، لكنه عادة أقل ملوحة (عندما يكون طبيعياً أو مخمراً منزلياً). هذا يجعله مشبعاً دون أن يسبب احتباس سوائل قوي.
وبالتالي:
الذي يخشى الانتفاخ وزيادة الوزن الزائف قد يناسبه الزيتون الأسود أكثر من الأخضر.
للاطلاع على المنافع الصحية العامة التي قد تؤثر على الشهية والشبع، يمكنكم قراءة فوائد الزيتون: الدليل الشامل.
لكن من المهم التنبيه إلى نقطة أساسية:
ليست كل أنواع الزيتون الأسود طبيعية؛ بعض الشركات تلجأ إلى صبغات غذائية لتحويل الزيتون الأخضر إلى أسود “شكلياً” فقط، دون أن يكون ناضجاً فعلياً. وهذا النوع يكون مضراً للهضم، ولا يمتلك خصائص الشبع المفيدة، بل يجمع بين مشكلتي الملح العالي وفقر القيمة الغذائية.

الجزء السادس (الموسّع): هل تناول الزيتون في الليل يزيد الوزن أكثر؟
هذا السؤال يُطرح كثيراً لأن الجسم في المساء يدخل مرحلة استعداد للراحة أكثر من الحرق.
الحقيقة أن عملية الأيض ليلاً تكون أبطأ، وبالتالي إذا تناول الشخص كمية كبيرة من الزيتون بجانب أطعمة أخرى دسمة أو خبز أبيض، فإن الفائض من السعرات لا يجد وقتاً كافياً للاستهلاك، فيتجه الجسم لتخزينه.
لكن عند تناول كمية صغيرة، مثل 4 أو 6 حبات فقط، يمكن للزيتون أن يكون بديلاً صحياً للسناكات الثقيلة مثل الشبس أو المكسرات المقلية.
أي أن المشكلة ليست في الليل نفسه، بل في الكمية والنوعية والمرافقة الغذائية.
إن تناول الزيتون قبل النوم بكميات قليلة قد يضبط الشهية ويقلل من الرغبة في الأكل ليلاً، بينما الإفراط فيه (خاصة مع الخبز) يسبب زيادة وزن حقيقية مع الوقت.
الجزء السابع (الموسّع): هل يسبب الزيتون زيادة في حجم البطن أو الأرداف؟
الناس تلاحظ غالباً زيادة في محيط البطن أولاً قبل الأماكن الأخرى، ولهذا يربط البعض بين الزيتون و”كرش بسيط” أو امتلاء الأرداف.
ولكن علمياً الزيتون لا يوجه الدهون إلى منطقة معينة، وما يحدث في معظم الحالات هو واحد من ثلاث:
- احتباس سوائل بسبب الصوديوم → يظهر في البطن لأنه المنطقة الأكثر ليونة
- زيادة الشهية غير المباشرة عند تناوله مع خبز ونشويات
- سعرات حرارية متراكمة ببطء بسبب اعتباره “مقبلات بلا حساب”
ما يجب فهمه هو أن زيادة الوزن التي يراها البعض فجأة بعد أيام من الإكثار من الزيتون ليست دهون حقيقية بل مزيج من سوائل وامتلاء هضمي.
ولذلك عندما يقلّ الملح ويزداد شرب الماء ويُعاد تنظيم الأكل، يختفي جزء كبير من هذه الزيادة خلال أيام قليلة.
للتعرّف على خلفية نباتية وغذائية عن الثمرة نفسها، طالعوا الزيتون فاكهة أم خضار؟.
الجزء الثامن (الموسّع): ما هي الكمية المناسبة من الزيتون يومياً؟
ليس هناك رقم واحد صالح للجميع، ولكن هناك نطاقات منطقية:
- إذا كان الشخص يتبع رجيم للتخسيس: 6 إلى 8 حبات يومياً تكفي للشبع ولا تسبب زيادة.
- إذا كان الشخص في نظام غذائي متوازن: 8 إلى 12 حبة تعتبر كمية طبيعية.
- إذا تجاوز الاستهلاك 20 حبة أو أكثر يومياً بانتظام، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة في الوزن (إما حقيقية عبر السعرات، أو ظاهرية عبر السوائل).
المهم هنا ليس عدّ الحبات حرفياً، بل معرفة أن الزيتون طعام غنيّ وليس مجرد “بهار” أو “زينة للطبق”.
الجزء التاسع (الموسّع): أخطاء شائعة تجعل الزيتون يزيد الوزن
هناك مجموعة من السلوكيات الخاطئة تجعل الزيتون سبباً لزيادة الوزن دون أن ننتبه:
- تناوله بلا وعي أثناء الجلسة أو أمام التلفاز، مما يؤدي للإفراط التلقائي
- تناوله مع خبز أبيض وجبن كامل الدسم، وهو مزيج غني بالسعرات
- اختيار أنواع قوية الملوحة تجبر الجسم على تخزين السوائل
- تناوله ليلاً بكميات كبيرة بعد وجبة عشاء
- إضافة زيت زيتون فوق الزيتون نفسه بدافع “الصحة”، فيتضاعف الحمل الحراري
هذه الأخطاء لا علاقة لها بالزيتون كغذاء بحد ذاته، بل بالطريقة والسياق.
ولهذا السبب قد تجد شخصاً يأكل الزيتون يومياً وينحف، وآخر يتناوله بالطريقة الخاطئة فيزداد وزنه ويظن أنه المسبب الرئيسي.
ولمن يهتم بتأثير الزيتون على الجهاز الهضمي والنفخة، هذه نظرة متوازنة في الزيتون والقولون.

الجزء العاشر (الموسّع): كيف نتناول الزيتون دون أن يؤدي إلى زيادة في الوزن؟
لكي نستفيد من الزيتون دون أن يتحول إلى مصدر للسعرات الزائدة، يجب التعامل معه كغذاء له قيمة وليس كمقبلات بلا حدود. هناك بعض الأساليب البسيطة التي تجعل الزيتون مساعداً حقيقياً في التخسيس:
أولاً: دمجه مع الخضروات أو السلطات
عندما يُتناول الزيتون مع خضار طازجة مثل الطماطم، الخيار، الجرجير، أو الخس، فإنه يمنح الإحساس بالشبع بسرعة، بينما تبقى كمية السعرات منخفضة. الخضروات الغنية بالألياف تساعد على تنظيم الهضم وتقليل امتصاص الدهون، مما يجعل الزيتون جزءاً من وجبة متوازنة بدلاً من كونه عبئاً حرارياً.
ثانياً: التقليل من الملوحة قبل تناوله
نقع الزيتون في الماء لبعض الدقائق أو شطفه بشكل خفيف يقلل من كمية الصوديوم المخزنة فيه، وبهذا يخفّ احتباس السوائل ويصبح تأثيره أخف على الجسم. هذه طريقة بسيطة جداً، لكنها تحدث فرقاً واضحاً لدى الأشخاص الذين يعانون من انتفاخ متكرر.
ثالثاً: الابتعاد عن الإضافات الدسمة
كثيرون يضيفون زيت زيتون وفير على الزيتون نفسه، فيتضاعف العدد الإجمالي للسعرات دون إدراك. أيضاً إضافة الجبن الكامل الدسم أو الصلصات الثقيلة يجعله طعاماً “غنياً فوق اللزوم”. بينما الزيتون الطبيعي وحده يكفي ويؤدي الغرض.
رابعاً: اختيار الزيتون الطبيعي المخمر تقليدياً
الزيتون البلدي المخمر بطرق يدوية يكون أقل ملوحة وأكثر فائدة، لأنه يحافظ على البكتيريا النافعة التي تساعد على الهضم وصحة الأمعاء. في حين أن الزيتون الصناعي المحفوظ بمواد كيماوية يفقد الكثير من قيمته الغذائية.
الجزء الحادي عشر (الموسّع): أفضل وقت لتناول الزيتون لمن يريد تجنب زيادة الوزن
أفضل توقيت هو قبل الوجبة الرئيسية بمدة قصيرة، حيث أن تناوله على معدة ليست ممتلئة تماماً يساعد على إرسال إشارات سريعة للشبع قبل البدء في الطعام. وبهذا ينخفض استهلاك الخبز أو الوجبة الأساسية تلقائياً.
يمكن أيضاً تناوله بين الوجبات بدل السناكات غير الصحية، لأنه الخيار الأفضل مقارنة بالمقليات أو الحلويات الخفيفة التي ترفع السكر سريعاً ثم تعيد الجوع بعد وقت قصير.
أما تناوله مع وجبة دسمة مليئة بالنشويات، فيحوّله إلى عامل مساعد في زيادة الوزن بدلاً من ضبطه.
وفي فترة المساء، لا مشكلة في تناوله لكن بكميات قليلة، مع تجنب الخبز أو الجبن الدسم، لأن الجسم في الليل لا يحرق السعرات بنفس الفعالية التي يحرقها في النهار.
الجزء الثاني عشر (الموسّع): هل الزيتون مناسب فعلاً للرجيم؟
نعم، الزيتون مناسب للرجيم بشرط أن يتم تناوله بالطريقة الصحيحة. بل إنه من الأغذية التي تساعد على الاستمرارية في الرجيم، لأن الإنسان الذي يأكل طعاماً مشبعاً يكون أقل عرضة للشراهة الغذائية. الحمية الناجحة ليست التي تقوم على الحرمان، بل تلك التي توازن بين الشبع والصحة.
كما أن الزيتون يحتوي على مركبات مضادة للالتهاب تساعد على تحسين عملية الاستقلاب الداخلي، وهذا عنصر مهم في فقدان الوزن، لأن الالتهاب الداخلي المزمن هو أحد الأسباب الخفية لمقاومة الحرق عند كثير من الأشخاص.
إضافة إلى ذلك، تخميره الطبيعي يجعله غذاءً صديقاً للميكروبيوم الداخلي، أي البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهي بدورها مسؤولة عن تحسين الامتصاص وتخفيف الانتفاخ وتقوية الجهاز الهضمي. وكل هذه العوامل تساهم بصورة غير مباشرة في ضبط الوزن.
الجزء الثالث عشر (الموسّع): كيف ندمج الزيتون عملياً في نظام غذائي صحي؟
هناك عدة طرق بسيطة لجعل الزيتون جزءاً من الروتين الغذائي دون زيادة الوزن.
على سبيل المثال، يمكن تحويله إلى “مقبلات مضبوطة” بدلاً من مقبلات مفتوحة. أي بدلاً من أن نأكل منه بلا حساب على المائدة، نكتفي بكمية مدروسة (مثل 6 إلى 8 حبات) قبل الوجبة.
يمكن أيضاً استخدامه كسناك صحي في منتصف اليوم عندما نشعر بالجوع، لكن من دون خبز أو إضافات دسمة. هذا يجعلنا نتجاوز الشعور بالحاجة إلى الوجبات الجاهزة أو السكريات.
وفي الليل، عندما يشعر البعض بالحاجة للقرمشة أو للطعام الخفيف، يكون الزيتون خياراً أفضل من البسكويت أو الحلويات أو المكسرات المقلية، شريطة الالتزام بكمية صغيرة.
بهذه الطريقة يصبح الزيتون أداة لضبط الجوع وليس سبباً لزيادته.
الجزء الرابع عشر (الموسّع): لماذا يظن البعض أن الزيتون يسمن رغم أنه لا يفعل ذلك دائماً؟
السبب الأساسي هو الخلط بين نوعين من الزيادة:
زيادة الدهون الحقيقية التي تتراكم مع مرور الوقت نتيجة فائض السعرات، وزيادة السوائل التي تحدث خلال يومين أو ثلاثة نتيجة ارتفاع الملح. هذه الأخيرة تزول بسرعة مع تخفيف الصوديوم وشرب الماء.
أي شخص يستهلك زيتوناً مالحاً بكثرة سيلمس على الميزان زيادة واضحة، لكنه إن توقف أو غسله أو خفّض الكمية، تعود الأرقام للانخفاض. وهذا يؤكد أن ما يحدث غالباً هو “وزن مائي” وليس “سمنة”.
الخاتمة الموسّعة
بعد فهم كل هذه التفاصيل، يمكننا القول بثقة إن السؤال “هل الزيتون يزيد الوزن؟” لا يمكن الإجابة عنه بنعم أو لا بشكل قاطع.
الزيتون يزيد الوزن إذا أُفرِط في تناوله أو إذا ترافق مع الملح الزائد والمقبلات الدسمة والخُبز الأبيض.
وفي المقابل، يمكن أن يساعد على التخسيس إذا تم تناوله بكمية معتدلة، وفي الوقت المناسب، ومع أطعمة خفيفة.
النتيجة النهائية:
الزيتون ليس عدواً للرجيم، بل قد يكون حليفاً له، شرط أن نأكله بوعي لا بعادة.