يُعتبر الزيتون من أقدم الثمار التي ارتبطت بالصحة والتغذية في ثقافات البحر الأبيض المتوسط. ومع تزايد معدلات الإصابة بمرض السكري في العالم العربي، بدأ كثير من الناس يتساءلون: هل الزيتون يرفع السكر في الدم أم أنه آمن لمرضى السكري؟
هذا السؤال مشروع ومهم، لأن النظام الغذائي هو حجر الأساس في إدارة مرض السكري. في هذا المقال، سنفصّل تأثير الزيتون وزيت الزيتون على مستويات الجلوكوز، ودور مكوناته الكيميائية في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، بالإضافة إلى نصائح عملية لتناوله بطريقة صحية وآمنة.
| العنصر الغذائي | فوائد ومعلومات |
|---|---|
| الزيتون | لا يرفع السكر في الدم، غني بالدهون الصحية ومضادات الأكسدة، يحسن استجابة الجسم للأنسولين. |
| زيت الزيتون | يُقلل الالتهاب، يوازن دهون الدم، يُحسن صحة البنكرياس دون رفع مستوى السكر. |
| تأثير على مرضى السكري | يُساعد في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين وتقليل مقاومته، يُحافظ على توازن السكر عند تناوله بانتظام. |
| الزيتون الأخضر مقابل الأسود | كلاهما صحي مع فروق في النضج والتركيب الغذائي، يجب الاعتدال في تناولهما. |
| تأثير الدهون الصحية | الزيتون غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تحسن صحة القلب وتمنحه فائدة غذائية لمرضى السكري. |
| الزيتون الطبيعي مقابل التجاري | الطبيعي يخمر بالماء والملح، يحتفظ بقيمته الغذائية، التجاري يحتوي على مواد حافظة وصوديوم مرتفع. |
| تناول الزيتون | ينصح بتناوله باعتدال وتجنب الأنواع المصنعة والمملحة، لتحسين توازن السكر وصحة الجسم. |
فهرست محتوا
Toggleالتركيبة الغذائية لثمرة الزيتون
الزيتون ليس مجرد “مقبلات” أو “زينة للسلطات”، بل هو ثمرة غنية بالعناصر الحيوية المفيدة. يحتوي كل 100 غرام من الزيتون على ما يلي تقريبًا:
- دهون صحية: تشكل حوالي 11–15% من الوزن، معظمها من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (حمض الأولييك).
- كربوهيدرات: لا تتجاوز 4% من الوزن، ومعظمها ألياف غير قابلة للهضم.
- سكريات: نسبة ضئيلة جدًا، غالبًا أقل من 1%.
- فيتامينات: أبرزها فيتامين E وA وK.
- معادن: مثل الحديد، الكالسيوم، والمغنيسيوم.
- مضادات أكسدة: البوليفينولات والفلافونويدات التي تحارب الالتهاب وتحسن التمثيل الغذائي.
هذه التركيبة تجعل الزيتون غذاءً منخفض الكربوهيدرات وغنيًا بالدهون المفيدة، ما يجعله خيارًا ذكيًا ضمن حمية مرضى السكري.

هل الزيتون يرفع السكر فعلًا؟
الإجابة القصيرة: لا، الزيتون لا يرفع السكر في الدم بشكل ملحوظ.
فبفضل محتواه المنخفض جدًا من الكربوهيدرات والسكريات، لا يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستويات الجلوكوز بعد تناوله. بل على العكس، تشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية الأحادية ومركبات البوليفينول الموجودة في الزيتون تساعد في:
- تحسين حساسية الخلايا للأنسولين.
- خفض مقاومة الإنسولين في الكبد والعضلات.
- تقليل الالتهاب المزمن الذي يفاقم أعراض السكري.
وهذا يعني أن الزيتون — سواء الأخضر أو الأسود — لا يرفع السكر بل قد يساهم في تنظيمه عند تناوله باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن.
دور زيت الزيتون في التحكم بمستويات السكر
زيت الزيتون البكر الممتاز يُعد من أهم مشتقات الزيتون وأكثرها فائدة. وهو أساس “حمية البحر الأبيض المتوسط” التي توصي بها منظمات طبية عالمية مثل جمعية السكري الأمريكية (ADA).
كيف يؤثر زيت الزيتون على السكر التراكمي؟
- يقلل الالتهاب الداخلي: مركبات البوليفينول مثل “الهيدروكسي تيروسول” تقلل الالتهاب في الأنسجة، مما يحسّن فعالية الإنسولين.
- يوازن دهون الدم: يقلل من الكوليسترول الضار (LDL) ويرفع الجيد (HDL)، مما يحسّن وظيفة البنكرياس.
- يثبّت مستويات السكر بعد الوجبات: عند إضافته إلى وجبة تحتوي على كربوهيدرات، يُبطئ امتصاص الجلوكوز ويمنع الارتفاع المفاجئ للسكر.
- يحسّن الهضم: وجود الدهون الجيدة يحفز إفراز العصارات الصفراوية ويحسن امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون.
باختصار، زيت الزيتون لا يرفع السكر بل يساهم في خفضه تدريجيًا عند استخدامه بانتظام وبكميات معتدلة.

الزيتون الأخضر أم الأسود – أيهما أفضل لمرضى السكري
يُعد كلٌّ من الزيتون الأخضر والأسود خيارًا صحيًا لمرضى السكري، لكن الفرق بينهما يكمن في مرحلة النضج والتركيب الغذائي. الزيتون الأخضر يُقطف قبل أن يكتمل نضجه، في حين يُترك الزيتون الأسود على الأشجار حتى ينضج تمامًا، مما يجعله أغنى قليلًا بالدهون وألين في الطعم.
الزيتون الأخضر يحتوي على كمية أقل من الدهون لكنه غني بمضادات الأكسدة التي تساهم في تقوية المناعة وتحسين استجابة الخلايا للأنسولين. أما الزيتون الأسود فطعمه أكثر حلاوة وسلاسة، ويُعد خيارًا مفضلًا لمن لا يحبون المرارة الطبيعية في الأخضر.
وبما أن كلا النوعين يحتويان على نسبة منخفضة جدًا من السكريات، فهما لا يرفعان السكر في الدم بشكل ملحوظ. المهم هو الانتباه إلى كمية الملح أثناء التخليل، لأن الإفراط في الصوديوم قد يسبب مشكلات في الضغط أو الكلى.
باختصار، يمكن تناول أيٍّ من النوعين بأمان، بشرط الاعتدال واختيار الزيتون الطبيعي غير الصناعي.
تأثير الزيتون على البنكرياس وإفراز الإنسولين
البنكرياس هو العضو الذي يتحكم في إنتاج الإنسولين، والالتهابات المزمنة أو الإجهاد التأكسدي قد تُضعف أداءه مع الوقت.
الزيتون يحتوي على مركبات فريدة مثل الأوليوروبين والهيدروكسي تيروسول، وهي مضادات التهاب قوية تحمي خلايا البنكرياس من التلف.
تشير الدراسات إلى أن هذه المركبات تساعد في تحسين قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بشكل فعّال، كما تخفف من التوتر التأكسدي الناتج عن ارتفاع السكر المزمن.
لذلك، يمكن اعتبار الزيتون ليس فقط عنصرًا غذائيًا منظمًا للسكر، بل أيضًا داعمًا لصحة العضو المسؤول عن تنظيمه.
لفهم الدمج الغذائي الذكي للدهون، اقرئي فوائد زيت الزيتون في الطعام.

الزيتون والدهون الصحية في النظام الغذائي لمرضى السكري
من التوصيات الأساسية في الأنظمة الغذائية الخاصة بمرضى السكري هو تقليل الكربوهيدرات البسيطة وزيادة الدهون المفيدة.
الزيتون يلعب هنا دورًا رئيسيًا، لأنه غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تساعد على خفض الكوليسترول الضار وتحسين صحة القلب.
كما يحتوي الزيتون على مضادات أكسدة تساهم في حماية الأوعية الدموية من الالتهابات وتحافظ على توازن ضغط الدم.
إضافةً إلى ذلك، تمنح الدهون الموجودة فيه شعورًا أطول بالشبع، مما يساعد في التحكم بالشهية والوزن، وهو ما ينعكس إيجابًا على توازن السكر في الدم.
لذلك، يُنصح بإضافة الزيتون أو زيت الزيتون إلى الوجبات اليومية مثل السلطات أو الخضار المطهوة، للحصول على فائدة غذائية متكاملة.
هل هناك آثار جانبية للزيتون على مرضى السكري؟
على الرغم من الفوائد العديدة للزيتون، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
الأنواع المملحة تحتوي على نسب عالية من الصوديوم، ما قد يسبب ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل في الجسم.
كما أن بعض مرضى السكري الذين يتناولون أدوية مدرّة للبول أو منظمات للسكر قد يتأثر توازن المعادن لديهم عند استهلاك كميات كبيرة من الزيتون.
لذلك، من الأفضل اختيار الزيتون منخفض الصوديوم أو نقعه في الماء قبل تناوله لتقليل الملوحة.
الاعتدال هو القاعدة الذهبية للاستفادة من فوائده دون التعرض لأي ضرر.
طريقة تناول الزيتون لمرضى السكري
للحصول على الفوائد الصحية دون تجاوز الحدود الآمنة، يُنصح بتناول من أربع إلى ست حبات من الزيتون يوميًا فقط.
هذه الكمية توفر دهونًا مفيدة دون زيادة مفرطة في الصوديوم.
من الأفضل اختيار الزيتون الطبيعي غير المعالج كيميائيًا أو المضاف إليه ملونات صناعية.
كما يُستحسن تناوله مع وجبات تحتوي على البروتين أو الخضار، مثل الجبن أو البيض أو السلطة، لتحقيق توازن غذائي يساعد على استقرار السكر في الدم.
أما في الطبخ، فيُعد زيت الزيتون خيارًا مثاليًا للطهي الخفيف أو لإضافته إلى الأطباق بدلًا من الزيوت النباتية المكررة والسمن الصناعي.
ويُفضّل الابتعاد عن الزيتون المعلّب الصناعي الذي يحتوي على مواد حافظة ونسب عالية من الملح.
عند اختيار النوع الأنسب لمستويات السكر والدهون، راجعي أنواع زيت الزيتون وخصائصها الصحية.

دراسات علمية تدعم فوائد الزيتون لمرضى السكري
أكدت دراسات متعددة أن الزيتون وزيت الزيتون يساعدان في خفض مستوى السكر في الدم.
إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Nutrition & Diabetes بيّنت أن تناول زيت الزيتون بانتظام يقلل من مستوى السكر التراكمي (HbA1c) لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
كما أظهرت أبحاث أخرى أن اعتماد نظام غذائي غني بزيت الزيتون قد يخفض خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 40%، فضلًا عن تحسين مستويات الدهون الثلاثية وتقليل الالتهابات.
وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بزيت الزيتون يتمتعون بوزن صحي وتوازن أفضل في سكر الدم على المدى الطويل.
الفرق بين الزيتون الطبيعي والزيتون التجاري المعلّب
الزيتون الطبيعي يُخمر بالماء والملح بطريقة تقليدية، مما يساعد على الحفاظ على مضادات الأكسدة والبروبيوتيك التي تدعم صحة الجهاز الهضمي.
أما الزيتون التجاري المعلّب فيُصنّع على نطاق واسع ويُضاف إليه مواد حافظة ونسب مرتفعة من الصوديوم، كما يفقد جزءًا من قيمته الغذائية أثناء المعالجة.
لذلك، يُفضل اختيار الزيتون البلدي أو المحلي المعروف بجودته، خصوصًا المنتج في المناطق المشهورة بزراعة الزيتون مثل رودبار ومنجیل في إيران أو الجليل وشمال إفريقيا.
هذه الأنواع ليست فقط أكثر فائدة للصحة، بل تتميز أيضًا بمذاق طبيعي غني وجودة أعلى بكثير من الزيتون الصناعي.
لتقدير السعرات ضمن الخطة اليومية، اطّلعي على السعرات الحرارية في زيت الزيتون وأفضل طرق الاستخدام.
كيف يُساهم الزيتون في الوقاية من مضاعفات مرض السكري
تناول الزيتون بانتظام لا يقتصر تأثيره على ضبط مستويات السكر في الدم فقط، بل يمتد ليشمل الوقاية من العديد من المضاعفات التي تصاحب مرض السكري على المدى الطويل.
فالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة الموجودة في الزيتون تساعد على حماية الشرايين من التصلب وتحسين الدورة الدموية، وهو ما يقلل من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تُعد من أبرز مضاعفات مرض السكري.
كما يحتوي الزيتون على نسبة عالية من فيتامين E، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد في حماية الأعصاب الطرفية من التلف الناتج عن ارتفاع مستويات السكر المزمنة.
هذا الفيتامين مع مركبات البوليفينول يعملان على تقوية الأنسجة العصبية وتحسين الإشارات بين الدماغ والأعصاب، مما يخفف من أعراض الخدر أو التنميل التي يشعر بها بعض المرضى.
من ناحية أخرى، يُسهم الزيتون في الحفاظ على صحة الكلى بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، إذ يخفف من العبء الواقع على هذا العضو الحساس ويمنع تدهور وظائفه.
كذلك يُساعد في حماية شبكية العين عبر فيتامين A ومضادات الأكسدة، مما يقلل من احتمالية الإصابة بضعف البصر أو اعتلال الشبكية السكري.
إدخال الزيتون أو زيت الزيتون إلى النظام الغذائي اليومي لا يُعتبر رفاهية غذائية، بل وسيلة بسيطة ومباشرة لتقوية الجسم ضد أغلب مضاعفات السكري المنتشرة.

مقارنة بين تأثير الزيتون وزيوت أخرى على السكر
ليس كل أنواع الزيوت تمتلك التأثير نفسه على مرضى السكري، فبعضها يساعد على خفض مستوى السكر بينما البعض الآخر قد يزيده.
زيت الزيتون البكر الممتاز يُعد الأفضل على الإطلاق في هذا المجال، إذ يُساعد على تحسين حساسية الإنسولين وخفض مستويات السكر في الدم بفضل غناه بمضادات الأكسدة والدهون الصحية.
أما زيت الذرة وزيت دوار الشمس، فعلى الرغم من استخدامهما الواسع في الطهي، إلا أن تأثيرهما على السكر محدود، كما أنهما يحتويان على نسب عالية من الأوميغا 6، والتي قد تؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم عند الإفراط في استخدامها.
زيت جوز الهند قد يرفع الكوليسترول الجيد، لكنه لا يناسب جميع الحالات، خاصة أولئك الذين يعانون من مشكلات في الكبد أو القلب.
أما الزبدة الحيوانية، فهي من أكثر الدهون التي يجب على مرضى السكري تجنبها، لأنها ترفع الدهون الثلاثية والسكر في الوقت نفسه، وتزيد من خطر تصلب الشرايين.
من هنا، يظهر بوضوح أن زيت الزيتون هو الخيار الأمثل لمرضى السكري، سواء للطهي أو للاستهلاك المباشر، لأنه يجمع بين النكهة الطيبة والفائدة الصحية المثبتة علميًا.
“A Mediterranean-style diet, in combination with reduced caloric intake, moderate physical activity, and professional support for weight loss, may cut the risk of type 2 diabetes by 31%.”
«قد تُخفّض الحمية على النمط المتوسطي، مع تقليل السعرات والنشاط البدني المعتدل والدعم المهني لفقدان الوزن، خطرَ السكري من النوع الثاني بنسبة 31%.»
القيمة الغذائية التفصيلية للزيتون
تُعتبر ثمرة الزيتون من الأغذية الغنية بالعناصر الحيوية التي توازن بين الفائدة والطاقة، ولهذا فهي تُعدّ إضافة مثالية إلى النظام الغذائي لمرضى السكري. التركيبة الغذائية للزيتون تتميز بانخفاض نسبة الكربوهيدرات وارتفاع محتوى الدهون المفيدة، ما يجعله غذاءً لا يسبب ارتفاعًا سريعًا في مستوى الجلوكوز في الدم.
فيما يلي نظرة تفصيلية على أهم المكوّنات الغذائية في كل 100 غرام من الزيتون:
- السعرات الحرارية: حوالي 115 إلى 145 سعرة حرارية، تختلف باختلاف نوع الزيتون (أخضر أو أسود) وطريقة التخليل.
- الدهون: ما بين 11 إلى 15 غرامًا، أغلبها من الدهون الأحادية غير المشبعة، وخاصة حمض الأولييك، الذي يساعد على خفض الكوليسترول الضار وتحسين استجابة الإنسولين.
- الكربوهيدرات: أقل من 4 غرامات فقط، ومعظمها على شكل ألياف غير قابلة للهضم، ما يعني أن تأثيرها على السكر ضئيل جدًا.
- البروتين: نحو 1 غرام، وهي كمية بسيطة لكنها تُكمّل القيمة الغذائية العامة للثمرة.
- الألياف: تقارب 3 غرامات، وتُعدّ مفيدة جدًا لمرضى السكري لأنها تُبطئ امتصاص السكر من الأمعاء وتحسّن الهضم.
- الصوديوم: يختلف حسب طريقة التخليل، فقد يتراوح بين 200 إلى 800 ملغ في الأنواع المملحة، لذلك يُفضل اختيار الزيتون منخفض الصوديوم.
- الفيتامينات: يحتوي على نسب جيدة من فيتامين E المضاد للأكسدة، وفيتامين A المفيد للبصر، بالإضافة إلى كميات صغيرة من فيتامين K وB6.
- المعادن: غنيّ بالحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والنحاس، وهي عناصر تدعم الدورة الدموية وصحة الأعصاب.
هذه التركيبة الفريدة تجعل الزيتون غذاءً منخفض المؤشر الجلايسيمي (Low Glycemic Index)، أي أنه لا يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى السكر بعد تناوله.
كما أن وجود الدهون الصحية والألياف يساهم في إبطاء امتصاص الجلوكوز من الأمعاء، مما يحافظ على توازن السكر لفترة أطول ويمنع نوبات الارتفاع المفاجئ بعد الوجبات.
للمزيد من المحتوى العربي الصحي المرتبط، تابعي المدوّنة العربية.
من ناحية أخرى، تُساعد مضادات الأكسدة مثل الهيدروكسي تيروسول والأوليوروبين على تقوية خلايا الجسم ضد الالتهاب والأكسدة، وهما من العوامل الرئيسية التي تفاقم أعراض السكري. لذلك، تناول الزيتون أو زيت الزيتون بشكل معتدل يمكن أن يكون وسيلة غذائية ذكية لدعم استقرار مستويات السكر وتحسين أداء الجسم بشكل عام.
الخلاصة: الزيتون حليفٌ لا خصمٌ لمرضى السكري
بعد استعراض مختلف الجوانب العلمية والغذائية، يمكن القول بثقة إن الزيتون لا يرفع السكر في الدم، بل يُساعد على تنظيمه وتحسين استجابة الجسم للإنسولين.
إن إدخال الزيتون الطبيعي أو زيت الزيتون البكر الممتاز إلى النظام الغذائي اليومي يساهم في خفض السكر التراكمي، ويُقلل من الالتهابات، ويحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
الأفضل دائمًا تناول الزيتون بكميات معتدلة واختيار الأنواع منخفضة الصوديوم، مع تجنب الأصناف التجارية المليئة بالمواد الحافظة.
فالزيتون ليس مجرد طعام لذيذ، بل دواء طبيعي يقدمه لنا البحر الأبيض المتوسط لدعم الجسم في مواجهة أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في عصرنا الحديث.
باختصار، يمكن اعتبار الزيتون هدية الطبيعة لمرضى السكري، لأنه طعام متوازن يجمع بين الطعم والفائدة، ويستحق أن يكون جزءًا أساسيًا من كل نظام غذائي صحي يهدف إلى ضبط السكر والحفاظ على توازن الجسم.