أنواع زيت الزيتون وخصائصها الصحية

أنواع زيت الزيتون وخصائصها الصحية

زيت الزيتون ليس مجرّد منتج غذائي عادي، بل هو جوهرة من الطبيعة، تجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد الصحية الكثيرة. على مرّ القرون، اعتبره الإنسان رمزًا للنقاء والحياة، واستعمله في الطبخ، والتجميل، والعلاج، وحتى في الطقوس الدينية.
 لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن أنواع زيت الزيتون تختلف اختلافًا كبيرًا في الجودة والمصدر والاستخدام، وأن معرفة هذه الأنواع تساعد على اختيار الزيت الأنسب لك ولأسرتك. في هذا المقال، سنقدّم نظرة موسّعة وشاملة على كل نوع، مع شرح خصائصه، فوائده، وطريقة استخدامه المثالية.

نوع زيت الزيتونالخصائصالاستخدامات
البكر الممتازأعلى جودة، غير مكرر، نسبة حموضة أقل من 0.8%، غني بمضادات الأكسدةللسلطات والصلصات الباردة والخبز المحمص
البكرنسبة حموضة تصل إلى 2%، يحتفظ بمعظم خصائصه الغذائيةللطهي الخفيف والخبز والمأكولات الساخنة
المكررمكرر صناعياً، حموضة أقل من 0.3%، يفقد جزء من فوائده الغذائيةللطبخ على درجات حرارة عالية، لا يُنصح للعناية بالبشرة
النقيمزيج بين المكرر والبكر، طعم مقبول، اقتصاديللطبخ اليومي، غير مناسب للأغراض العلاجية أو التجميلية
زيت تفل الزيتونمستخرج بطرق صناعية، فاقد للفوائد الغذائيةللصناعات الغذائية والقلي العميق، لا يُنصح بتناوله بشكل منتظم
الدول الرائدةإسبانيا، إيطاليا، اليونان، تونس، المغرب، سورياالجودة والنكهة تختلف بحسب المنطقة
التخزين السليماحفظ في عبوات زجاجية داكنة، في مكان بارد وجافتجنب التعرض للضوء المباشر والحرارة لمنع الأكسدة

أولاً: ما هو زيت الزيتون ولماذا هو مميز؟

زيت الزيتون يُستخرج من ثمار شجرة الزيتون المباركة، وهي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان. منذ آلاف السنين، استخدم سكان البحر الأبيض المتوسط هذا الزيت في غذائهم اليومي، وكان سببًا رئيسيًا في طول أعمارهم وصحتهم الجيدة.
 تتميّز عملية إنتاج زيت الزيتون بأنها طبيعية تمامًا، إذ يتم عصر الثمار بطرق ميكانيكية دون تدخل مواد كيميائية. وهذا ما يجعله مصدرًا غنيًا بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي تُعرف بقدرتها على خفض الكوليسترول الضار ورفع الجيد، إضافة إلى احتوائه على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تحارب الالتهاب وتؤخّر الشيخوخة.

الأنواع الخمسة الرئيسية

ثانياً: الأنواع الرئيسية لزيت الزيتون

هناك خمس فئات أساسية لزيت الزيتون، تختلف في طريقة العصر، النكهة، اللون، ومستوى الحموضة. وكل نوع له استخداماته الخاصة في المطبخ أو الطب أو التجميل.

إذا كنت تبحث عن معلومات مفصلة عن تغذية زيت الزيتون وفوائده الصحية، يمكنك زيارة هذا المقال:👉 التغذية والصحة لزيت الزيتون

1. زيت الزيتون البكر الممتاز (Extra Virgin Olive Oil)

يُعتبر هذا النوع هو الأعلى جودة والأغلى ثمنًا، لأنه يُستخرج من أول عصر لثمار الزيتون الطازجة دون أي معالجة حرارية أو كيميائية.
 يُعصر الزيتون على البارد للحفاظ على خصائصه الغذائية، مما يمنحه نكهة فاكهية طبيعية مميزة ورائحة عشبية خفيفة.
 تكون نسبة الحموضة فيه أقل من 0.8% فقط، وهو ما يجعله الخيار المثالي لمحبي الطعم الأصيل والفائدة الكاملة.

من أبرز مميزاته أنه غير مكرر، أي لم يتعرض لأي عمليات صناعية تُفقده عناصره المفيدة. لذلك يحتوي على تركيز عالٍ من البوليفينولات وفيتامين E، اللذين يلعبان دورًا أساسيًا في حماية الخلايا من الأكسدة.

في الاستخدام العملي، يُنصح باستعماله في الأطعمة النيئة مثل السلطات، والصلصات الباردة، والخبز المحمّص، لأنه يفقد جزءًا من خواصه إذا تعرّض لحرارة عالية.

مميزاته باختصار:

  • طعم طبيعي غني ومميّز.

  • يحتوي على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة.

  • يُعدّ الخيار الأفضل لصحة القلب والمناعة.

  • لون ذهبي يميل إلى الأخضر ونكهة عشبية لطيفة.

2. زيت الزيتون البكر (Virgin Olive Oil)

يأتي في المرتبة الثانية من حيث الجودة، ويُستخرج أيضًا بطرق طبيعية ولكن من ثمار أقل نضجًا أو من عصرات لاحقة.
 تصل نسبة الحموضة فيه إلى حوالي 2%، مما يجعله أقل نقاءً من البكر الممتاز، لكنه لا يزال يحتفظ بمعظم خصائصه الغذائية.
 طعمه أكثر نعومة وأقل حدّة، ما يجعله مناسبًا للطهي الخفيف والخبز والمأكولات الساخنة.

يمتاز هذا النوع بتوازن رائع بين الجودة والسعر، ولذلك يُفضله الكثير من الناس الذين يرغبون في الحفاظ على نمط حياة صحي دون تكاليف مرتفعة.
 كما أنه أكثر تحملاً للحرارة من البكر الممتاز، لذا يمكن استخدامه في القلي السطحي أو الطبخ متوسط الحرارة دون فقدان طعمه.

فوائده الأساسية:

  • يحتوي على دهون صحية مفيدة للجسم.

  • يحسّن الهضم ويُسهِم في امتصاص الفيتامينات.

  • يُستخدم في الطبخ اليومي دون التأثير على الطعم الأصلي للطعام.

الفوائد الصحية المذهلة

3. زيت الزيتون المكرر (Refined Olive Oil)

هو زيت يتم استخراجه من زيوت زيتون منخفضة الجودة ثم يخضع لعمليات تكرير صناعية لإزالة الطعم المرّ والروائح القوية.
 يُستخدم في الغالب للطبخ بسبب قدرته على تحمّل الحرارة العالية، ولكن التكرير يُفقده جزءًا كبيرًا من فوائده الغذائية.

تُقلَّل فيه نسبة الحموضة لتصل إلى أقل من 0.3%، إلا أنه لا يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية مثل البكر الممتاز.
 رغم ذلك، فإنّه خيار شائع في المطاعم والمطابخ التجارية نظرًا لسعره المقبول وثباته في درجات الحرارة العالية.

الخصائص الغذائية:

  • طعمه خفيف ولونه فاتح.

  • مناسب للقلي والطبخ على درجات حرارة عالية.

  • لا يُنصح باستعماله للعناية بالبشرة أو الأغراض العلاجية.

4. زيت الزيتون النقي (Pure Olive Oil / Olive Oil)

هذا الزيت عبارة عن مزيج بين الزيت المكرر والزيت البكر لتحسين النكهة والرائحة.
 يجمع بين الطعم المقبول والقدرة على الاستخدام المتعدد، ولذلك يُعد من أكثر الأنواع انتشارًا في الأسواق.

يُستخدم عادةً في الطبخ المنزلي اليومي، لأنه يجمع بين الفائدة والسعر الاقتصادي.
 لكن يجب الانتباه إلى أنه ليس بنفس نقاء الزيت البكر الممتاز، لذا لا يُنصح باستعماله للأغراض العلاجية أو التجميلية.

مميزاته:

  • طعم متوازن ومناسب لجميع الأطباق.

  • يتحمّل الحرارة أكثر من الزيت البكر الممتاز.

  • اقتصادي وملائم للاستخدام اليومي.

“A quick glance at olive oil nutrition facts and one will note that this celebrated oil … contains no carbohydrates or protein. As a result, all of its calories come from fat, mostly good-for-you monounsaturated fat.”
Verywell Fit — “Olive Oil Nutrition Facts” (https://www.verywellfit.com/olive-oil-nutrition-facts-calories-and-health-benefits-4120274)

«بنظرة سريعة على حقائق تغذية زيت الزيتون … ستلاحظ أن هذا الزيت المشهور لا يحتوي على كربوهيدرات أو بروتين. ونتيجة ذلك، جميع سعراته تأتي من الدهون، غالبًا الدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة للصحة.»

5. زيت تفل الزيتون (Pomace Olive Oil)

يُستخرج من بقايا ثمار الزيتون بعد العصر الأول باستخدام المذيبات الكيميائية والحرارة.
 ورغم أنه منخفض الجودة من الناحية الغذائية، إلا أنه يُستخدم بكثرة في المجال الصناعي والمطاعم الكبيرة بسبب تكلفته المنخفضة.
 يُعتبر هذا الزيت خيارًا اقتصاديًا للقلي العميق، لكنه لا يحتوي على مضادات أكسدة أو عناصر غذائية تُذكر.

لمن يرغب بمعرفة أضرار زيت الزيتون على الكلى والتحذيرات، انظر هذا الشرح:👉 أضرار زيت الزيتون على الكلى

الخصائص:

  • لا يحتوي على الفيتامينات المفيدة الموجودة في الأنواع الأخرى.

  • يُستخدم فقط في القلي الصناعي.

  • لا يُنصح بتناوله بشكل منتظم أو استخدامه للبشرة.

كيف تميز الزيت الأصلي من المغشوش؟

ثالثاً: الفرق بين الزيت البكر والمكرر

الفروقات بين الزيت البكر والمكرر ليست فقط في الطعم، بل أيضًا في القيمة الصحية.
 الزيت البكر يحتفظ بكل عناصره الطبيعية ويُعتبر غذاءً كاملاً غنيًا بمضادات الأكسدة، بينما الزيت المكرر يفقد جزءًا كبيرًا منها أثناء المعالجة.

الزيت البكر الممتاز:

  • يُعصر ميكانيكيًا فقط.

  • يحتوي على فيتامينات ومركبات نباتية فعالة.

  • طعمه قويّ وفاخر.

الزيت المكرر:

  • يُعالج بالحرارة والمواد الكيميائية.

  • طعمه محايد ولا يحتوي على الرائحة الأصلية للزيتون.

  • أقل فائدة من الناحية الصحية.

رابعاً: كيفية التمييز بين زيت الزيتون الأصلي والمغشوش

في ظل الارتفاع الكبير في الطلب على زيت الزيتون في الأسواق العالمية والعربية، انتشرت بعض الأنواع المغشوشة التي تُخلط بزيوت نباتية رخيصة مثل زيت دوّار الشمس أو زيت الذرة. هذا الغشّ قد لا يكون واضحاً للمستهلك العادي، خاصةً أن المظهر الخارجي وحده لا يكفي للحكم على الجودة. لذلك، يجب معرفة العلامات الدقيقة التي تساعد على التمييز بين الزيت الأصلي النقي والزيت المقلّد.

إذا كنت مهتمًا بفهم فوائد زيت الزيتون للمعدة والهضم، فالمقال هذا مناسب:👉 فوائد زيت الزيتون للمعدة

أول علامة يُستدل بها هي اللون، فزيت الزيتون الأصلي يتميز بلون ذهبي صافٍ يميل إلى الأخضر الفاتح أو الداكن، وذلك بحسب نوع الزيتون ومكان زراعته. أما الزيوت المغشوشة فغالباً ما يكون لونها أصفر باهت أو شفاف بشكل غير طبيعي.

أما الرائحة فهي مؤشر أساسي آخر، إذ إن الزيت الطبيعي تفوح منه رائحة عشبية واضحة تُذكّر برائحة الزيتون الطازج أو أوراقه الخضراء. في المقابل، يكون الزيت المغشوش عديم الرائحة أو ذا رائحة معدنية أو نفّاذة نتيجة المعالجة الكيميائية.

وفيما يخص الطعم، فإن زيت الزيتون الأصلي يحمل نكهة مميزة تجمع بين المرارة الخفيفة واللذعة اللطيفة في الحلق، وهي ناتجة عن وجود مادة «الأوليوكانثال» التي تُعد من أهم مضادات الأكسدة الطبيعية. أما الأنواع المغشوشة فتفتقر لهذه النكهة وتكون باهتة أو دهنية فقط.

يمكن كذلك القيام بـ اختبار منزلي بسيط للتحقق من نقاء الزيت، وذلك بوضع عيّنة منه في الثلاجة لعدة ساعات. إذا بدأ الزيت في التجمّد تدريجيًا دون أن يتحول إلى كتلة صلبة تماماً، فهذه علامة جيدة على أنه طبيعي. أما إذا بقي سائلاً أو تجمّد فوراً بشكل كامل، فغالباً ما يكون مغشوشاً أو مخلوطاً بزيوت أخرى.

باختصار، الزيت الأصلي يتميز برائحته الزكية، نكهته الطبيعية، ولونه الحيوي، بينما المغشوش يظهر بلا طعم أو رائحة أو يحمل ملمساً دهنياً غير طبيعي. شراء الزيت من مصادر موثوقة ومزارع معروفة يبقى دائماً أفضل وسيلة لتجنّب الغش التجاري.

خامساً: الفوائد الصحية لكل نوع من زيت الزيتون

زيت الزيتون البكر الممتاز

يُعتبر هذا النوع من أغنى الزيوت الطبيعية بالمركبات الحيوية المفيدة. إنّ استهلاك زيت الزيتون البكر الممتاز بانتظام يساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يُسهم في حماية القلب والشرايين من التصلّب. كما يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تساهم في مكافحة الالتهابات المزمنة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.

إلى جانب ذلك، يساعد الزيت البكر الممتاز على تحسين الدورة الدموية وتنظيم ضغط الدم بفضل محتواه من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة. كما يُعدّ مصدراً طبيعياً لفيتامين E، الذي يُساهم في تجديد خلايا البشرة ومنع ظهور التجاعيد، بالإضافة إلى فيتامين K الضروري لصحة العظام.

من الناحية الجمالية، يُعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز علاجاً طبيعياً لتغذية الشعر والبشرة. فهو يرطّب الجلد الجاف ويمنحه ملمساً ناعماً ويحميه من أشعة الشمس والملوثات.

زيت الزيتون البكر والمكرر

أما الزيت البكر العادي أو المكرر فهو خيار متوازن بين الجودة والسعر. يحتوي على نسبة عالية من الدهون الأحادية المفيدة، مما يجعله مصدراً ممتازاً للطاقة دون أن يتسبب في زيادة مفرطة في الوزن.
 يُستخدم بكثرة في الطبخ، إذ يتحمّل درجات حرارة معتدلة دون أن يفقد خصائصه، لذلك يُنصح به لتحضير الوجبات اليومية والصلصات المطبوخة.

من فوائده الصحية أنه يساعد على تحسين الهضم وتنشيط عمل الكبد والمرارة، كما يُعتبر خياراً جيداً لمن يرغبون في اتباع نظام غذائي متوازن دون التضحية بالطعم أو الفائدة. ورغم أنه أقل غنى بالمضادات الحيوية النباتية من البكر الممتاز، إلا أنه لا يزال زيتاً صحياً يمكن الاعتماد عليه في النظام الغذائي اليومي.

نصائح التخزين والاستخدام

زيت تفل الزيتون

أما زيت تفل الزيتون، فهو الأقل فائدة من الناحية الغذائية. يتم استخراجه من بقايا ثمار الزيتون باستخدام الحرارة والمذيبات الكيميائية، ما يجعله خالياً تقريباً من الفيتامينات والعناصر المضادة للأكسدة.
 يُستخدم غالباً في المطاعم والصناعات الغذائية لأغراض القلي العميق أو الطبخ التجاري نظرًا لسعره المنخفض، لكنه لا يُنصح بتناوله بشكل منتظم، ولا ينبغي استخدامه لأغراض علاجية أو تجميلية.

باختصار، كل نوع من زيت الزيتون له قيمة غذائية مختلفة، وأفضلها للصحة هو البكر الممتاز، بينما الأنواع الأخرى مناسبة فقط للطهي أو الأغراض الصناعية.

سادساً: استخدامات زيت الزيتون المتعددة

1. في المطبخ

زيت الزيتون هو العنصر الأساسي في المطبخ المتوسطي، ويُستخدم في مئات الوصفات التقليدية. فهو لا يمنح الطعام فقط طعماً غنياً، بل يضيف إليه قيمة غذائية عالية.
 يمكن استخدام الزيت البكر الممتاز لتتبيل السلطات الطازجة، وتحضير صلصات مثل “البيستو” و“الحمص”، أو دهن الخبز به قبل التحميص لإضافة نكهة مميزة.
 أما الأنواع المكررة أو النقية، فهي أكثر تحملاً للحرارة وتُستخدم في القلي والطهي اليومي دون أن تتلف بسرعة.
 ومن المثير أن بعض الحلويات الشرقية – مثل الكعك والبسكويت – تُحضّر بزيت الزيتون بدلاً من الزبدة لمنحها طراوة ونكهة صحية فريدة.

كما يمكنك الاطلاع على شرح حول زيت الزيتون للشعر والعناية به، ضمن هذا الربط:👉 زيت الزيتون للشعر

2. في التجميل والعناية الشخصية

منذ القدم، استخدمت النساء زيت الزيتون كمنتج تجميلي طبيعي. فهو غني بفيتامين E والأحماض الدهنية التي تعمل على ترطيب البشرة بعمق ومنحها مظهراً ناعماً وصحياً.
 يمكن وضعه مباشرة على الوجه ليلاً ككريم مرطب، أو خلطه مع العسل والليمون كقناع مغذٍ ومفتّح للبشرة. كما يساعد على تهدئة الالتهابات الجلدية وعلاج تشققات الشفاه واليدين.

أما للشعر، فيُعتبر زيت الزيتون علاجاً فعالاً لتقصف الأطراف وجفاف فروة الرأس. يمكن تدليك الشعر به مرة أسبوعياً وتركه لساعة قبل الغسل، ليمنحه لمعاناً طبيعيًا ويُقلل من تساقطه.
 إضافة إلى ذلك، يدخل الزيت في صناعة العديد من منتجات العناية مثل الصابون الطبيعي وزيوت التدليك والمراهم الطبية.

3. في الطب الشعبي

زيت الزيتون يحتل مكانة مميزة في الطب الشعبي منذ العصور القديمة. كان يُستخدم كعلاج طبيعي لتحسين الهضم، إذ يُساعد تناول ملعقة صغيرة منه على الريق في تليين الأمعاء ومكافحة الإمساك.
 كما يُستعمل في علاج الالتهابات المفصلية وتخفيف آلام العضلات عند تدليكه موضعياً، لما يحتويه من خصائص مضادة للالتهاب.
 ويُعتقد أن الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون يُعزز من صحة الدماغ والذاكرة بفضل محتواه من الأحماض الدهنية الأساسية مثل الأوميغا-9.

بهذا المعنى، لا يقتصر دوره على كونه طعاماً شهياً، بل يمتد ليكون دواءً طبيعياً وقائياً يعزز صحة الجسم من الداخل والخارج.

سابعاً: الدول الرائدة في إنتاج زيت الزيتون

إنتاج زيت الزيتون يُعتبر تقليداً قديماً في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تمتلك هذه الدول أفضل الظروف المناخية لزراعة الزيتون عالي الجودة.
 تتربع إسبانيا على رأس قائمة المنتجين، إذ تُنتج أكثر من 40٪ من إجمالي زيت الزيتون في العالم، وتشتهر بأصناف مثل “بيكوال” و“أربكوينيا” التي تمتاز بنكهتها القوية ورائحتها العشبية.
 أما إيطاليا فتُعدّ رمزاً للذوق الراقي، إذ تنتج زيوتاً معتدلة الطعم تُستخدم في أرقى المطابخ العالمية، وغالباً ما تُخلط أنواع مختلفة لتحقيق توازن بين النكهة واللون.

اليونان أيضًا من الدول العريقة في هذا المجال، وتُعرف زيوتها بتركيزها العالي من مضادات الأكسدة وطعمها الفاكهي المميز.
 وفي العالم العربي، تتصدر تونس والمغرب وسوريا الإنتاج، حيث تتميّز زيوتها بالنكهة القوية واللون الأخضر الغامق، وهي من أكثر الزيوت طلباً في الأسواق الأوروبية لجودتها العالية.

ثامناً: كيفية تخزين زيت الزيتون بشكل صحيح

الحفاظ على جودة زيت الزيتون يتطلب معرفة طريقة تخزينه المثلى، لأن العوامل البيئية مثل الضوء والحرارة يمكن أن تؤثر على طعمه وتركيبه الكيميائي.
 يُفضّل حفظ الزيت في عبوات زجاجية داكنة اللون لمنع نفاذ الضوء الذي يُسرّع عملية الأكسدة. كما يجب وضع العبوة في مكان بارد وجاف بعيدًا عن مصادر الحرارة مثل الفرن أو أشعة الشمس المباشرة.

ينبغي أيضًا تجنّب نقل الزيت بشكل متكرر من عبوة إلى أخرى، لأن ذلك يُعرّضه للهواء ويُفقده جزءاً من رائحته ونكهته الأصلية.
 أما التخزين في الثلاجة فلا يُنصح به لفترات طويلة، لأن البرودة تُغيّر قوام الزيت مؤقتاً وتؤثر على لونه. ومع ذلك، يمكن تبريده مؤقتًا في المناطق الحارة جداً.

للحصول على أفضل جودة وطعم، يُستحسن استهلاك الزيت خلال سنة واحدة من تاريخ الإنتاج، لأن مرور الوقت يقلل من فعاليته وفوائده الغذائية تدريجياً.

الخلاصة

كل نوع من زيت الزيتون له مكانه واستخدامه الخاص.
 إن كنت تبحث عن أفضل فائدة صحية فاختر الزيت البكر الممتاز، أما إن كنت تريده للطهي اليومي فاختر الزيت النقي أو المكرر.
 السرّ في زيت الزيتون هو أنه يجمع بين المذاق المميز والفائدة الصحية الكبيرة، وهو أحد أسرار النظام الغذائي المتوسطي الذي يُعتبر من أكثر الأنظمة الصحية في العالم.

ویدیوهای مرتبط

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

سبد خرید بستن